أعَيِيتَ ؟! يَهْمُزُنِي الوَجِيبُ!  

 

 

 

وَانْتَصَبَت أمَامِي، إلهَةً مِنْ نَارٍ وَنُور!

نُورٍ يَشُقُّ لِلخَيَالِ آفَاقًا وَرْدِيَّةَ المَدَى،

وَنَارٍ تُوقِدُ الجَوَارِحَ المُسْتَكِينَةَ في ثَلْجِ العُمْر!

أعَيِيتَ ؟! يَهْمُزُنِي الوَجِيْبُ، وَيَشُدُّنِي الهَمْسُ الرَّطِيبُ

وَأمَامَ بَاصِرَتِي تَثَنَّى القَدُّ، وَالحُسْنُ الَّلعُوبُ

وَعَلى مَدَى الأنْفَاسِ وَاحَاتٌ، وَأظْلالٌ، وَطِيْبُ

وَمَبَاهِجُ النِّسْرِيْنِ تَعْبَقُ مِنْ تَنَفُّسِهَا السُّهُوبُ

وَنَدَى الصَّبَاحِ عَلى التِّلالِ، الخُضْرِ، وَالمَرْجُ القَشِيْبُ

الله! كَمْ تُغْرِي مَفَاتِنُهَا، وَكَمْ يَحْلُو النَّسِيْبُ…

***

يَا فِتْنَةً تَسْعَى عَلى دَربِي،  وَفِي صَدرِي تَجُوبُ،

في كُلِّ إِعْصَارٍ، أَنا وَرَقٌ يُبَدِّدُهُ الهُبُوبُ،

أُوَّاه! أَوْصَالِي إِلى سَكَنٍ، وفِي رُوحِي دَبِيْبُ

شَوْقُ الحَنايا دافِقٌ، والرَّأْسُ جَلَّلَهُ المَشِيْبُ

وَنَضارَةُ الوَجْهِ الصَّبِيْحِ ذَوَت، وَوَاراها الشُّحُوبُ

وَفَتَى لَيالِي الوَجْدِ يَدعُوهُ الفُؤَادُ فَلا يُجِيبُ

رُحماكِ يا أَوْهَى الجَوارِحِ في مَتاهاتٍ تُرِيبُ

لا كانَ ما ذَلَّ الوَقارَ، ولا إلى نَزَقٍ دُرُوبُ!

***

في النَّفْسِ، يا أُخْتَ الغِوَى، حَرَقٌ، وَأَهْواءٌ تُذِيبُ

فَإذا انحَنَت شَمْسُ الشَّبابِ، وَفي ذُؤَابَتِها هُرُوبُ،

وَدَنا الغُرُوبُ،  فَجُلَّنارُ الأُفْقِ يَرْسُمُهُ الغُرُوبُ

وَالقَلْبُ يَخْفُقُ، ما دَعا الهُدْبُ الجَسُورُ، وَيَستَجِيبُ

يُغْوِي، وَإنْ غَلَبَ التَّبَصُّرُ، لاتَ عَهْدَكِ يا ذُنُوبُ!

لَكِنَّ وَطْءَ العُمْرِ في الأَوْصالِ تَعْقُبُهُ النُّدُوبُ

يَرْمِي الجَوادَ بِسَهْمِهِ الصَّامِي، فَفارِسُهُ الأَرِيبُ،

كالضَّارِبِ الأَرياحَ، صارِمُهُ يَئِنُّ، وَلا يُصِيْبُ،

بِبَنانِهِ بَرْدُ السِّنِيْنَ، وَفي سُوَيْداهُ الَّلهِيْبُ

يَهْفُو لِعَهْدِ الزَّهْرِ؛ يا وَيْحَ الأَزَاهِرِ… هَلْ  تَؤُوبُ؟!

يا دَهْرُ لَوْ تُشفِقْ وَأَدْتَ مِنَ الأَمَانِي ما يَخِيبُ

فَمَدَى الوَرِيدِ سَكِينَةٌ، وَالحَلقُ يَخنُقُهُ النَّحِيبُ؛

فَاترُكْ لِفارِسِكَ المُعَثَّرِ أَنْ يُدَثِّرَهُ المَغِيبُ

بَينَ الحَنِينِ، وَلَسعَةِ الماضِي، وَتَذكارٍ يَطِيبُ!

اترك رد