يوميات عابرة (82)

لكثرة ما نامت الفراشة في سرير الورد صارت وردة.

***

تعب العشب من حياكة ملابس التراب.

والتراب يهديها لعابر سبيل، ولو ظلّ عاريًا.

***

الأزهار لا تقرأ أوراق الأشجار، تحفظ وراثة ما عليها… وتتصرّف.

***

أَحتَضنُ زهرةً، أحميها، أدلّلها.

غدًا، ربّما تردّ لي حُبًّا بحبّ.

***

تحتضن الأرض زهرًا، وتحتضن الناس.

ضفتان على جانبي الحياة.

***

مرّ الماء عاريًا من بين الأصابع، تفتّحت رغبة الزهر. تغيّر ملمس الهواء.

***

رحل العطر من الزهر.

رحل الزهر من أرضه، من «وطنه».

ظلّت ذاكرة التراب أقوى.

***

تردّد أجنحة الطيور كلام الهواء.

من زمن تردّده، ولم تحفظه غيبًا.

***

الحوار مماطلة لكسب الوقت.

لا تشتري الوقت لتقامر به.

***

«من تمّك لباب السما»

­ ما أقصر المسافات على اللسان.

***

لليد وجهان… أيهما الأوّل؟

***

محبرتي تقرأ كلماتي قبل أن أكتبها.

***

لا أُخرج وجهي من المرآة،

هو يخرج ليلتحق بي.

***

الشفتان منصّة للصوت،

احذره… قد يبتلعهما.

***

تحمل المعرفة إليَّ شقاءً،

ألجأ إليه ليقويني عليها.

***

بين الميناء والموج عداوة قديمة،

ما رأيتهما إلا في عراك.

***

رأيت عصفورًا يطعم صغيره،

ظننته يقبّله ويقيس بمنقاده لهفته.

***

أصغ إلى صمتك في أزمنة الضجيج

لتتعلّم البلاغة منه.

 

josephabidaher1@hotmail.com

اترك رد