يا مَن بِقَدٍّ ساحِرٍ ومَآقِي، ومَفاتِنٍ تَدعُو لِطِيبِ مَذاقِ
أَردَيتِ مَن يَسرِي الهَوَى في قَلبِهِ، فَيَشِعُّ بَينَ دُجاهُ كَالأَبراقِ
هاتِي اللِّحاظَ فَبِي جَوًى إِمَّا التَظَى هَمَتِ القَوافِي مِن خَيالٍ راقِي!
***
يا غادَةً رَسَمَ الجَمالُ رُواءَها(1)، وتَزَيَّنَت بِمَكارِمِ الأَخلاقِ
كُونِي على العُمرِ المُمَزَّقِ بَسمَةً، تُحيِي زَمانَ أَحِبَّةٍ ورِفاقِ
إِنَّ التَّبَسُّمَ في الشِّفاهِ رَحِيقُها، ولِكُلِّ مُعْتَلٍّ مِنَ التِّرياقِ(2)
كَم بَسمَةٍ فَرِحَ الوُجُودُ بِها وكَم نَزَلَت بِقَفْرِ العُمرِ ماءَ سَواقِي
تَهَبُ السُّلُوَّ لِكُلِّ قَلبٍ مُتعَبٍ، وسَنا الضِّياءِ لِغائِرِ الأَحداقِ
ولَكَم تَحَلَّقَ مَجْلِسٌ مِن بَسمَةٍ، وشَدا النَّدِيمُ لِجُودِ كَفِّ السَّاقِي
وغَفَت على الأَحلامِ أَجفانٌ، وفي حَرِّ الشَّغافِ صَدًى(3)، وفي الأَعماقِ!
***
أَنا إِن تُدَغْدِغْنِي الشِّفاهُ تَبَسُّمًا يَزْهُ الخَرِيفُ، وتَنتَشِ أَوراقِي
وتُجَنُّ، في شِعرِي، الحُرُوفُ شَجِيَّةً وجْدًا، تَشُدُّ بِبَعضِها لِعِناقِ
وأَذُوبُ في رُؤْيا البَهاءِ مُحَلِّقًا، والفَجرُ يَغمُرُ بِالضِّيا آفاقِي
أَمَلِيحَةً… لا تَبْخَلِي أَنا شاعِرٌ يَحيا على البَسَماتِ والأَشواقِ
فَتَبَسَّمِي، وَدَعِي العُبُوسَ وَأَهلَهُ، وَذَرِي العُتُوَّ، فَما الهَناءُ بِباقِ!
***
(1): الرُّواء: رُواءُ الوَجْهِ: بَهاؤُهُ ، جَمالُهُ / رُواءُ مَنْظَرٍ: حُسْنُهُ
(2): التِّرياق: ما يُضادُّ عَمَلَ السُّمُوم
(3): الصَّدَى: العَطَشُ الشَّدِيد