رحيل امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح : حوّل بلاده إلى مركز مالي وتجاري عالمي وناصر لبنان

 

  تحقيق حلا ماضي

 

رحل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح عن عمر ناهز الواحد والتسعين، هو الذي شهد على أحداث وصراعات مفصلية في العالم العربي، فخسرت دولة الكويت ومعها كل الدول العربية شخصية ذات طابع انساني وقيادي ترك بصماته على كل الأصعدة.

تميزت مواقف الراحل الكبير بالوقوف دائما الى جانب القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية التي ظلت في وجدانه ابدا، الى جانب سعيه الحثيث لإزالة الخلافات بين دول المنطقة وخاصة الخليجية منها،اضافة الى ايعازه بمساعدة لبنان بعد الكارثة التي حلت به بعد إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب الماضي.

كان امير دولة الكويت اول من تولى وزارة الإعلام في بلاده، لينتقل بعدها لتولي منصب وزير الخارجية على مدى أكثر من ثلاثة عقود، مما اكسبه حنكة دبلوماسية واطلاعا كاملا على تاريخ العلاقات الدولية وطبيعتها في المنطقة وهو تمتع بديناميكية سياسية، ورغم الموقع الحساس لدولة الكويت في منطقة الخليج والقوى المحيطة بها من العراق والسعودية وايران كانت السياسة الخارجية للكويت تتسم بالحكمة والاتزان والحياد، واستطاع ان يكون وسيطا موثوقا من قبل المجتمعين الدولي والعربي على السواء.

منذ تزكيته اميرا للكويت في عام 2006، وتوليه للمراكز القيادية في بلاده، عمل الشيخ صباح الأحمد الصباح على تعزيز دور المرأة في الانتخابات النيابية.

مرت الكويت بأزمات سياسية، سواء داخلية او خارجية، واستطاع أمير دولة الكويت بدبلوماسيته المعروفة من اتخاذ القرارات المناسبة، ولعل من ابرز تلك الازمات التي شهدها امير دولة الكويت الازمة الخليجية بين قطر والمملكة العربية السعودية وعمله الدائم لإعادة اللحمة مرة أخرى إلى دول الخليج.

استطاع الشيخ صباح الأحمد الصباح تحويل بلاده الى مركز مالي وتجاري عالمي، اذ ان الكويت تعتبر من أغنى دول المنطقة في الخليج، وقد استغل الشيخ صباح الأحمد الصباح تلك الثروة النفطية من أجل تعزيز موقع الكويت السياسي والاقتصادي.

رحل الشيخ صباح الأحمد الصباح عن عمر ناهز الواحد والتسعين عاما، شهد خلالها على أحداث و صراعات مفصلية في العالم العربي، فخسرت دولة الكويت ومعها كل الدول العربية والاسلامية شخصية ذات طابع انساني وقيادي ترك بصماته على كل الأصعدة، وتميزت مواقفه بالوقوف دائما،الى جانب القضايا العربية المحقة، الى جانب سعيه الحثيث لإزالة الخلافات بين دول المنطقة وخاصة الخليجية.

ولا شك بأن العلاقات الكويتية -اللبنانية ضاربة في التاريخ وتعود جذورها الى العشرينات من القرن الماضي، كانت الكويت دائما الى جانب لبنان، ووقفت أميرا وحكومة وشعبا الى جانب اللبنانيين في الحرب والسلم فكانت نصيرا لهم في الظروف الصعبة، ولعل من اهم المحطات التاريخية هي قيادة الكويت للجنة السداسية التي تم تشكيلها بقرار من مجلس الجامعة العربية عام 1988، حين بذلت الكويت جهودا لحل الأزمة اللبنانية وتحقيق الوفاق الوطني والعمل لإنهاء الحرب الاهلية،اضافة الى الدعم المادي والسياسي والمعنوي الكويتي للبنان ابان حرب تموز من عام 2006، وموقف الكويت الرافض حينها للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

و لم تتوقف الكويت عن مساعدة لبنان طيلة السنوات الماضية، وصولا الى حصول كارثة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من شهر اب، حين اوعز امير دولة الكويت الراحل بمساعدة لبنان بعد الكارثة التي حلت عليه، وكان جسر جوي بين البلدين لم تتوقف خلاله طائرات المساعدات الكويتية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي -بيروت على مدى أسابيع الى ان اعلن سفير دولة الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي تولي الكويت إعادة بناء اهراءات القمح في المرفأ، وسبق لدولة الكويت ان ساهمت بتحقيق مشروع الليطاني.

***

(*) الوكالة الوطنية للإعلام

اترك رد