الشاعر د. جميل الدويهي: بيتِك حلو

(من مجموعة “عندي حنين البحر للشط البعيد” _ أوّل مجموعة للشِّعر المدوَّر العاميّ في أستراليا – 2015)

 

بيتِك حِلو، وجْنينتو كِلاّ عطر، قبل الفجر… وفراشتين زغار غَطّو عالزهر.
ما تْسَكّري الشبّاك، تا يبْقى معي شويِّة أمل. تا قـُول ما عندِك زعَل.
نحنا قبل ما نخْلق خلقنا سوا، ولولا ما نحنا نكون ما هَبّ الهوى. يا زْغَيّره، والكعب عالي متل بُرج الما انْحنى. قدّيش عم غنّي لكِي بيوت العتابا وميجَنا:
يا ريتْ فِيّي عرفتْ مـَرَّه شو بكي؟
قلبي عَذابو طال عـُمرو… وشو بِكي!
تلْجِك غمرني، وكنت حابب شَوْبِكي
وفصل الخريف احتلّ شمس قلوبنا.
***
عم تِسْمعي، والاَّ أبوكي مسكّر عليكي البواب؟ عم تقْشعيني واقف بقلب الضباب؟ صفّيت عندي فوبْيا كلما حدا عا بابِك المغلوق دقّ وتِفْتحي… لا تِفْتحي… شو بْغار عالخصر الحلو، من وين جبتي شفّة المعْمول، من قَصْر الحلو… والنحل عنّو بيسألو. لا تفتحي… لولا حدا بتحْكي معو… معقول أخْوت صِير… عقلي مش معي، وْلا في حَدا، ولو كان عالعكّاز عم يعرُج أنا بتْحمّلو.
***
بْتِمشي ومعِك ماشي أنا من غير ما عم تعْرفي. بتتلبّكي، وعيونِك المتل العتِم، ما بيلمَحوني، بحيث روحي وحْدها بتمشي، وأنا صفّيت ما عندي جَسد. متروك جسمي مطرح الما في حَدا، بغابات ما فيها صدى. ولأيش بدّي كون من طين وحجر؟ محبوس فِيّي، والعُمر كمْشة ضجر. رُوحي كلام الشعر. زهْر المَرْيمي. ضَوّ الشمس. عصفورة اللي فوق خَيمِة ياسمين. روحي سما وبلاد من شمْع وحَنين. وإسمي ما بدّي تعْرفي، مكتوب إسمي عالوَرق: شاعر حزين… يمكن حدا من الناس قبلي استعمَلو.
***
عم يسألوني ليش غيرِك ليش ما بعرِف بشَر؟ صورَه وحيده مْصوّره إنتي… وما بقْشع غيرها بين الصوَر. علّقتها بحيط العتم صارت قمَر. وبْقول بين الناس: إنتي مْرايتي، وكحلة عيونِك متل سيف اللي انْشهر. ما شفت قبْلو سيف بيقصّ الحجَر… ويْخبّروكي خْبار عنّي ملفّقه… لا تسْمعي، وقولي: أنا حبّيت شاعر قال عنّي زنبَقه. مَنّو متل كلّ الرْجال. مجبول من سحر القصايد والخيال. مبارح غمَرني وحطّ عا كتْفي من الإبداع شال… وهيدا اللي جايي من السفَر… يمْكن غَني، وعندو خدَم وقْصور أوسع من دِني… لكنْ أنا مَنّي إلو… إنتَ الوحيد الوقت ما عرفتَك ما بعْرف شو بِني، وغيرَك إذا جاب الدهب، عا جْمال من هون لحَلب، كرمال عينك إنتْ مش رح إقبَلو.
***
هَيدي القصيده كتبتها مبارح لِكي، وحبّيت إنّو تكون أحلى من الكلام. وهلّق بيقولو: وَين أوزان الخليل؟ هيدا شعر أو نثر؟ أو فكرة جميل؟ وبيتلْفنو تا يسألو: مين الإنتْ حبّيتها؟ شو إسمها؟ ومِن وين جايب هالحكي؟ وبقول: عبلَه. هند. ليلى. جولييت… فيكُن بعد تتصوّرو أحلى مَرا، منْشانها بقطع بحور من البـِكي، تا تْحطّني عا صدرها، وغنّي لها “عالليلَكي”… وتِضْحك إلي… وما شوف دمعَه فوق رمش عيونها، وعيونها غابات سودا، خَوخ من أعلى جرِد، بيمَوّتوني من البرِد. بزْعل أنا ميِّة سِنه… بزعل أنا قدّ الدِّني… وْلا بْريد أنّو يوم مِنّي يزْعَلو.

***

(*) مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابية” للأدب الراقي Project Diaspora – سيدني

اترك رد