(لِمُناسَبَةِ عِيدِ مَوْلِدِ زَوجَتِي سَمِيرَة)
جاءَنِي عِيدُكِ، والدُّنيا ظَلامْ فَإِذا الفَجرُ ضِياءٌ وابتِسامْ
آهِ يا «سَمُّورَتِي»، كَيفَ لَنا أَنْ نَرَى المَيْعَةَ مِنْ بَعدِ الحُطامْ
كَم تَمَنَّينا خَرِيفًا هانِئًا، إِثْرَ أَعوامِ رَبِيعٍ وهُيامْ
فَإِذا «الكُورُونُ»* يَغزُونا، ومِنْ خَلفِهِ قَوْمٌ سُفالاتٌ لِئَامْ
جَوَّعُوا الشَّعبَ، وما عَفُّوا عَنِ ــــــــــ النَّهْبِ في ما صانَ خَوفًا مِنْ سَقامْ
أَيُّها الدَّهرُ حَنانَيكَ أَما آنَ أَنْ يُومِضَ نُورٌ في الظَّلامْ؟!
أَمْ تُرَى عِثْنا فَسادًا فَإِذا ــــــــــ القِسْطُ أَنْ نَلقَى مع الغُرْمِ انتِقامْ؟!
***
مَرَّتِ الأَعوامُ يا ساحِرَتِي، بَينَ أَلوانِ خِصامٍ وَوِئامْ
ثُمَّ لَمْ يَبْقَ على دِيباجِها غَيرَ أَشواقٍ تَلَظَّى وغَرامْ
وإِذا، في الغَسَقِ السَّاجِي، غَدَتْ مِثلَما الأَحلامُ في صَفْوِ المَنامْ
وأَتَى الوَهْنُ فَصِرنا خَمْرَةٍ، بَعدَ نارٍ سَكَنَت إِثْرَ غَمامْ
يا حُداءَ القَلبِ قَد آنَسَهُ مَدَّ أَحوالٍ لِطافٍ وجِسامْ
قَد قَطَفناها ثِمارًا أَينَعَت، وشَمَمناها أَقاحًا وكِمامْ
أَفَتَدرِينَ بِأَنِّي عاشِقٌ لَكِ ــــــــــ يا نَجوايَ، قَلبٌ مُستَهامْ
وأَنا حَسبِيْ، وَلَو ضاقَت بِنا، سُبُلِ العَيشِ، هَواكِ المُستَدامْ
هو لِلرُّوحِ غِذاها، كُلَّما وَهَنَت ــــــــــ يَسرِي بِها عَرْفَ خَزامْ
هو نُورٌ في دُجانا ساحِرٌ، هو بَدْرٌ، في لَيالِينا، تَمامْ
هو في الكَأْسِ شَمِيمٌ لا يَنِي أَرِجًا لَو غابَ مِ الكَأسِ مُدامْ
تَبهَتُ الأَوراقُ في العُمْرِ ولا تَبهَتُ الذِّكرَى وقد شاخَ القَوامْ
وسَيَبقَى ذلكَ العَهْدُ جُذًا كُلَّما عاوَدَنا زادَتْ ضِرامْ!
***
(*) «الكُورُونُ»: هو وَباءُ الكُورُونا، Covid-19، الَّذي اجتَاحَ العالَمَ في العامِ 2020