الشاعر د. جميل الدويهي: بيروت ثوري
بيروتُ ثوري واكسري القيد الذي
أقفالُه صدِئتْ، وطالَ زمانا
إنّ التمرُّد لا يكونُ خيانةً…
بل خائنٌ مَن يقْبَلُ الإذعانا
“لا للطغاةِ” على الجبين كتبتُها
وتوهّجت في أضلُعي بركانا
فالأرض تعرفني، وتعرف مَن أنا
قدموس جَدّي… لا أطيقُ هَوانا.
____
من ألف عام يسرقونَ بيوتنا
ويصادرون العطرَ والألوانا
أكلوا الرغيف، وجوّعوا أطفالنا
شربوا البحار، وأهملوا العطشانا
ما عاد للصبر الجميل فوائدٌ
فلقد كرهنا الصبرَ والسِّلوانا
هم يفرحون ونحن في أوجاعنا
ومن المجاعة نأكل الأحزانا…
صاروا عجائزَ وانحنت أكتافهم
فإلى متى يسترخِصُون دِمانا؟
وإلى متى يستنجدون بخوفِنا
وبقاؤنا في الخوف قد أردانا؟
ما كان للحكّام أن يتبغْدَدوا
لو لم نكن مِن حولهم عميانا
إنّ الجريمة كلّها من فعلنا
ومن البلاهةِ أن نلومَ سوانا.
____
بيروتُ، قومي يا أحبّ مدينةٍ
عندي، فبعدَك ما وجدتُ مكانا
متشرّدٌ في كلّ ناحية، فلا
شمسٌ تُضيءُ لأعرفَ العنوانا
يا ليتني فوق الرصيف مشاغبٌ
فالعارُ أن أحيا الحياةَ جَبانا…
وطنا أُريدُ… إلى السماء شموخُه
لأعيش تحت سمائه إنسانا.
مرتبط