هذا أنتَ…
هذا أنتَ،
كما في المرآة،
هذا الصباح،
أقل بقليل،
أكثر بقليل،
مما تَظهر عليه…
لا تُشدد النظر على ما يبدو من هيئتكَ،
قد تُتعب عينيكَ ليس إلا،
ولن تجد مَن سيخرج منكَ إليكَ
لتستعين به، مثل الإتيان بعامل نظافة أو تصليحِ عطلٍ ميكانيكي…
هذا أنتَ
أقل بقليل
وأكثر بقليل
مما تظن أنك عليه…
مَن تَراه قد لا ينتظرك،
قد لا يوافيك إلى حيث تَطلب مجيئه.
دَعْه أمام المرآة مثل ممثل في غرفة ملابسه!
ففي الوجه احتمالاتٌ وتعابيرٌ
وعروضٌ فوق خشبات،
ما لا يكفي لمسرحية واحدة
تدور في الكواليس
وتنتظر المتفرجين والمتفرجات
مِمن لا يقتعدون الكراسي،
بل يُحيطون بك ويَتلقفونك
ويَدفعونك إلى وهج الضوء وبريق المرآة.
أقل بقليل،
أكثر بقليل،
مِما يتسرَّب في وادي الهواء، بين الصوت والنظرة،
مِما يَعبر الوجه بلمح البصر،
ويَستأنس في معاشرة الممثلِين في كواليسهم
من دون مرايا
من دون نص وتوجيهات
في تلك التقاطيع المتبدلة
والتقاسيم المتهاوية
في بدن الوقت.
هذا ليس أنتَ، ولا غيركَ.
هذا ما يجري
مثل صورتك الفوتوغرافية
التي تُنكرها بمجرد الالتفات إليها.
هي أنتَ،
أقلُّ بكثير،
أكثر بقليل.
مرتبط