ليسَ قَلمُ كلود أبو شقرا من مادّةٍ ما والسّائِلُ فيه من حِبْرٍ أسودَ ، اِنّما هو ريشةٌ بيضاءُ من النُّبلِ والعِفّةِ والجَمالِ والوفاء، تَغطُّها في حِبرٍ من المَحبّةِ والنّقاء.
” ثائرٌ يَزرعُ الأملَ اِضاءات ملوَّنة على فكر جورج شامي” هو كتابُها الجديد ، وسطيّ القطع ، طبعة أولى ٢٠٢٠ ، ٢٢٢ صفحة – دار نلسن .
كلود أبو شقرا مميَّزةٌ بشخصيّتِها المُحِبّة المسالِمة الرّقيقة الخلوقة، وبعملِها الصِّحافيِّ المهنيّ الطّويلِ السّنين المُثمِرِ في عدّة مَهامَّ ومسؤوليّاتٍ تولّتها. وهي أديبةٌ تُتقِنُ لغتَها كلمةً فصيحةً عصريّةً، وتركيبًا سليمًا وأسلوبًا سَلِسًا “مُشوِّقًا” مُشرِقًا يَنبضُ حركةً وحياة .
في كتابِها هذا بَلغتِ الكاتبةُ غايتَها المنشودةَ: “اِضاءات…” على كُتُبِ الصِّحافيِّ الأديبِ جورج شامي، نوعِ كلٍّ منها، والمحتوى، والغرض منه، والأسلوب. كذلك على سيرتِهِ الذّاتيّةِ (طفولة وشبابًا وكهولةً وشيخوخة) من ولادتِهِ اِلى تاريخِ ولادةِ كتابِها، من دونِ اِطالاتٍ مُمِلَّةٍ واِنّما باختصارات مفيدةٍ ومُمتِعة معًا. وكلُّ هذا بطريقةٍ سَلِسةٍ بسيطةٍ مُشَوِّقةٍ على الخصوص، ما يَجعلُ الكتابَ يَجذبُ القارئَ، وربّما يمنعُهُ من التّوقُّفِ اِلّا عندَ بلوغِ النّهاية. وهنا سرُّ الكتابةِ، وهو في زيادةِ أعدادِ القرّاءِ، وتاليًا في توسيعِ دائرةِ القراءةِ.
سَلِمَت ريشتُكِ، أيّتُها الصّديقةُ الأديبةُ كلود، واِلى مَزيدٍ من الكتابةِ الرّاقيةِ والكُتُب المُغْنيةِ: هما من الوسائل – الأهدافِ الفنّيّةِ الجميلةِ العظيمة النّبيلةِ الّتي تُسهِمُ في نهضةِ الثّقافة ونَشْرِ المعرفةِ وبناءِ الاِنسان ورفعةِ الأوطان .
(٢٥ -٧ – ٢٠٢٠)