لا أزال  أبتكر الأحلام (رسائل مهرّبة) 71   

                                                                                                     

هل يُمكِن لكِ أن تُصَدِّقيني!؟

أعذريني، فإنّي سأبوح بسرٍّ! بالسّرّ الّذي يُقَرّحُ جراحَ روحي، ويُيبِسُ شَرايين الذّكرى، وفي الآن نفسِه، يُسِرُّ الرّوحَ والنّفسَ، ويُنعِشُ آفاقَ الذّاكرةِ وبساتينَها، ويُبهِجُ الحاضرَ والآتي!

“إنّي أكرهُكِ!”

“أكرهُكِ!” ولا عجب! “أكرهُكِ!” ولا نَدَم! “أكرهُكِ!” ولا تَراجُع!

و”أكرهُ” ما فيكِ، جمالاتُكِ الكثيرةُ، المنوَّعةُ، الكثيفةُ، الشّفيفة، الخصبةُ… 

و”أكرهُ” ما في جمالاتكِ الكثيرةِ المنوَّعة الكثيفة الشّفيفة الخصبة… أنّ مُلوحتَكِ أنبهُ من العسل!

كيف أقولُ: ولا نَدَم!؟ ولا تَراجُع!؟  

ليس يُعقَلُ هذا الأمرُ، هذا السِّحْرُ، هذا الغَمرُ، العطرُ، السُكْرُ، العمرُ، الدّهرُ…

“أكرهُك؟” و”ألْعنُكِ!” 

لماذا تسمحين لي بهذا!؟

وحيدتي!

بعد أن عرفتِ السّرَّ، وفَقهتِه، هل تشتمينني لأنّي تجرّأتُ، صارحتُ، فضتُ بما بي، ولم أتراجعْ، أو أعرفْ ندمًا… أم أنتِ تشتمين نفسَك لأنّكِ تسبّبْتِ بهذا، فأغريتِني به!؟

كيفما كان الأمرُ، وكيف دار، فأنا “أكرهُكِ” أكثرُ من “جِدًّا!”

تبتسمين!؟

وتصمتين!؟

وتتأمّلين!؟

وتحلمين!؟

  تتعالَين!؟

هل أنتِ، يا بنتي، تتعالَين!؟

آ!… لقد تبيّن لي، باليقينِ كلِّه، أنّكِ عارفةٌ، فاهمةٌ، منتبهة!

وأنّكِ موافِقةٌ، سعيدةٌ، متغاوية!

وأنّكِ مُسيطرةٌ، متمكّنةٌ، مطمئنّة!

ألحقُّ إلى جانبك.

فأنا لَهِفٌ إليكِ، بكِ مجنون!

وأنا، إليكِ، لاجئٌ، بكِ مفتون!

وحيدتي!

مُشكِلتي؟

أنّي أُحِبُّكِ أقلّ ممّا أرغبُ،

فأنتِ الكمال، وأنا أعجزُ أمامه، لا أستسلمُ… أبالغُ لا أرتدُّ…

لكنّي… 

أحبُّكِ، اليوم، فوق ما أحببتكِ أمسِ،

إنّما أقلّ من غدٍ… أقلّ ممّا أريدُ غدًا!

لذلك “أكرهكِ!”

فساعديني لأحبّكِ قدْرَ ما أرغبُ،

قَدْرَ ما أحلُمُ،

قَدْرَ ما تستأهلين!

قَدرَ ما تستأهلين!..

                    ألأربعاء 10/ 6/ 2015

اترك رد