‏‎الدكتور مُنيف موسى..! نُزولُ البَيْرقِ عن السَارِيَة..!!

 

 

وحيدا ً مُتوحِّداً ، ماتَ العلاَّمةُ مُنيف موسى بَينَ كُنوزِ مَعرفيّاتهِ وكتاباتهِ الأدبيةِ ، في الشعرِ والنَقٍد والوَجْدِيَّاتِ الدافِئَة، التي كَتَبَتْهُ وَجَعاً،فَكَتبَها بِنَسْغِيَّاتِ قَلْبهِ الأبيض…!

ماتَ مُنيفُ الآدميُ… ُالمُفكِّرُ الإنِسَانيُّ الطَيِّبُ ، الأَرَقُّ منَ الصَبا ، والألْطَفُ مِن غَمْضَةِ طِفلٍ ، والأمْجَدُ من مَشْقَةِ أرزَة، والحامِلُ أبداً هَمَّ لبنان َ في قلبِهِ ، وأَثقَالَ الحياةِ على كَتفَيْهِ ، مُتَمْتِماً أَدعِيَةً سَلامِيَّةً ، لا تَفِكُّ شِيفرَتَها إِلَّا الملاكُ أُمُّهُ ، التي كانتْ لَهُ الدُنيا وما بَعْدَها..رِقَّةً و نَقاوَةَ إِبتِهالٍ و بُخُّورَ رِضى ، و مَيْرُونَاً قُدْسِيَّاً مُن زَيْتونَةِ الدارِ في ( المِيِّة و مِيِّة ) التي كانَ يراها ( جَنَّةَ فُردَوسِيَّةً ) لا يَلِجُها غَيْرُ الأوادِمِ الأصفِياء..!!

مُنيفُ المُبدِعُ والأكَاديميُّ الثِقَةُ ، { بَيْرَقٌ-رايَةٌ } ، يَنزِلُ على مَهلٍ ، عن سارِيَةِ عَلَمِ الجامعة اللبنانية ، التي كانَ من كُنوزِها و وُجوهِها ، والباقي حاضِرا ً في ضَماَئرِ زُملائِه و طُلاَّبِهِ و قادِريهِ..! بِبَيْرَقِ الجامعة ِ اللبنانية نَلُفُ نَعْشَهُ..نَرفَعُهُ على الأَكُفِّ، كَأَنّنا في { شَيْلَةِ بَخّورٍ} عنْ رُوحِهِ ، التي راحَتْ إلى خالِقِها لابِسَةً البَسمة… الرَضِيَّةَ…!!!

كُتُبُ مُنيف موسى و دَوَاوينُهُ والجَوائِز ُ الدَوليّةُ الرَفيعةُ التي نَالَها بإسمِ لبنانَ ، هيَ اليَوْمَ تَنعِيهِ ، تَفتقِدُهُ ، تَدْمعُ عليهِ ، تَكْتُبُ لَهُ ( رَقيمَ الصَمْتِ الأَبيض ) … و تَصْطَفًُ ، بإنتظامٍ مَرصوصٍ ، وُقوفاً مَعَ حَائطِ الكَنيسةِ ، لِتَقَبُّلِ دَمْعِ المُحِبّينَ..!

وَفاءً لكَ أيُّها الكبيرُ ، نَعْزُفُ على وَتَريَّاتِ الحُزْنِ ، لَحنَ القيامَةِ التَمجيدِيَّةِ…. نَصْفُنُ على الدُنيا صَفنَةَ مَجْدٍ ،نَضْحَكُ على قانونِ الفَنَاءِ …. نَضحَكُ من قُعُورِ قلوبِنا، نَضْحَكُ حَتّى ثَمَالَةِ كُؤوسِنا المَشْعورَةِ ، من كَثْرَةِ رَفْعِ الأنْخَابِ وَفاءً لِلكِبارِ الصَامِتينَ… نَشربُ غَبَّاً ، نَخْبَ رَحْمَتِك يا مُنيف…!!

 

اترك رد