كي لا تقتلعني العاصفة

جفّت جداولُ العِشقِ في أزقَتنا..

وها نحن نُلزِم ظلالَنا المكبّلة بإحْراج الذّاكرة،

يكفْكِفُنا الزَّمن  من قذَى عيُون الهدِيل ..

تُراوغنا  القُمصَان المُتبدّلة بين قُبُل ودُبُرٍ ..

 والشّمس تخْتالُ بصَمْتها

حافلةً بآخر لُهاث المارّين،

 يتجرّعون حُزنًا مضاعَفًا …

هذا الجمر.. تساقط بين قلبي والخريف

يطفحُني دمًا بجُنون هابيل

وفتنةِ الغراب..

 ..

أيتها العصافير ما لحناجرك شحّت ألحُانها

وصادرتها صكوك الغفران القاتمة ؟؟!!

كَتِفِي ما عاد متينًا لتتكئي .

جدرانُه.. تآكلت بغيومِ النّجْوى

وخسوفِ المَمالِك الموقّرةِ في صميم

المجد !!

الربيعُ في وطني مرّ حزينًا..

ضحكاتُه عناوينٌ قديمةٌ لارتعاش القصائدْ

وهذا العيييييييدُ سرّ دمعتي الباردة ..

حين كان الصيّادون يهمسُون لقُرطي

ويثقلوني بخمرة تلفح الشمسْ

وأنا التي كنت أسبح في بحيرتي الناعمة،

أغتسل برُضابِ الفجْرِ

لكنَّ الربيعَ ها هُنا مرّ حزيناً

وعيده المبعثر سرّ دمعتي المتثاقلة،

        في انهمار الصبّ..

            في خصوبة المواسم..

         والسنابل ترقص في سنينها العجاف

تقايضُ نعيمَ الفصولِ في إشراقة الحلُم!!!

 

 

هنااااااااك في مهرجان المدينة الكئيبْ

ألمح وجوها لا أعرفها

يتقمصون الاستعارات في حلل الكناية.

يتقاسمون العبودية

يختزلونها في سجال الباعة

والمواويلِ المكتظّةِ بالعواطِف المندسّة

في بساتينهم الحمراء !!

ماتت شهرزاد، وما عادت تُضيء ليالينا..

ماتت ذاكرةُ الحكَايا

وما عاد الديك يؤذّن للفجر..

الربيع مرّ حزينًا ولم يُطفِئ حرائقَ وطني..

سأترقّبك أيها العيد،

بشغف عابد يطلب الغفران بلا صكوك..

سأترقّبك  بعيُون اليماماتْ

سأعيدُ هيْبةَ المريماتِ في طهارةِ العشقْ

كي تزهر روحك في مرافئي الغافية..

وتقتلعني من أخيلتي العاصفة.

***

(*) من ديوان “مخاض الأشرعة”.

اترك رد