التعليم العالي…هَيْبَةُ لبنان َ المُسْتَعَادَة..!

أكرم شهيّب وإنقاذُ التعليم العالي:

الرؤيةُ والتحديات..!

 

د. جورج كلاّس

(رئيس لجنة الإعتراف والمعادلات بالإنابة)

عندما تكونُ القضيةُ قضيةَ { هَيبَةِ وطن } ، لا يَعودُ مسموحاً الرَقْصُ على حِبالِ الفوضى…!

ففي متابعةٍ جادةٍ و موصوفةٍ لتركيز الإستقرارِ الأكاديميّ في قِطاعِ التعليم العالي اللبناني ، الذي شَهدَ بعضَ الشواذاتِ والإرتكاباتِ لناحيةِ الفوضى التي تتحكّمُ في الجامعات والمعاهد التي خالفَتْ القوانينَ والأنظمةَ وإمْتَهَنتْ عمليات ِ تزوير ٍ و غِشٍّ ، وبدأتْ تدريسَ بعضِ الإختصاصاتِ من دون الحصولِ على (أذونات مباشرة) بالتدريس ..!

في هذا الجَو المليئ بالتحديات والكثيرِ العراقيل ، يعمل وزير التربية والتعليم العالي #أكرم_شهيّب لإنقاذ الوضعِ غيرِ السَليمِ من خلال تَصْميمِه على إعادةِ الهَيْكَلَةِ وتفعيلِ اللِّجانِ المتخصَّصةِ وتشكيلِ هيئة طوارئ أكاديمية ، ّ تأخذ على عاتقها جميعاً ، مسؤوليةَ إنقاذِ الوضعِ، من خلالِ القيامِ بزياراتٍ ميدانيةٍ وِفْقَ رُوزنامَةٍ زَمنِيَّةٍ تَعكُسَ إستراتيجيةَ أكرم شهيّب ورُؤيتَه ، وذلك بهدف ِ الإطلاع على واقع الجامعات وطريقةِ عملِها ومدى إلتزامِها بالقوانين والأنظمة، و مدى مراعاتها لقواعد التعليمِ الجامعي وِفْقَ المعايير العالمية، مُنطَلقاً من حِرصِه على(( أمْرَيْن)) يشكِّّلان مِحورَ إهتماماتِه ، في مَرْحلَةِ إعادةِ الهيكلةِ والتنظيمِ و {ردِّ الهَيْبَةِ} للتعليمِ العالي الذي طالما إنمازَ لبنان بِرِفْعتِهِ ومستواه العالمي ، و كانَ الرافِدَ الأساسَ للثقافةِ والتعليم الجامعي على مستوى العالم العربي ..! هكذا كان التعليمُ العالي عندنا… وهكذا يَجِبُ أنْ يعود…!

{الأمرُ الأول,هو {هَيبَةُ } و مستوى التعليم العالي في لبنانَ وما يَجِبُ أن يُوفِّرَه من إختصاصاتٍ جديدة في ظِلّ ما يرتَسِمُ في الشَفَقِ من مَوتٍ لإختصاصاتٍ قديمة وكلاسيكية ، وإنبلاجِ أفاقٍ واعدةٍ لإختصاصات وعلوم جديدة يَفرضُها العصرُ والتطوّرُ والتحديثُ البحثيُ المُستدام ، فضلاً عن هَمِّ الحفاظِ على المراتبِ والنتائج الراقية التي حقَّقها التعليم العالي اللبنانيّ من خلال المؤسسات والجامعات العريقة وتلك التي أثبتت قدرتها ورَكَّزتْ موقعها في مجالات التخصُّص وعلى مدى خارطة البحث العلمي محليّاً وعالمياً…!.

والأمرُ الثاني هو حرصُ الوزير ، من خلال رؤيته الإنقاذية والتحصينيَّةِ للتعليم العالي، على حماية الشباب اللبناني ومستقبل الأجيال ، من خلال توفير تعليم عالٍ مُحَصَّن ومحميٍّ ويتَّصِفُ بالجَودةِ ، فضلاً عن الحؤول دون وقوعِهم ضحايا بعض( المؤسسات) التي إرتكَبتْ وخالفَتْ القوانينَ وتصرَّفَتْ بطُرق ٍ وأساليبَ مُلتويةٍ وغيرِ قانونيةٍ ، في ظِلِّ غياب الرقابتين اللتين تحتكمان إلى قِيَمِ وشروط ِ( الجَوْدَة) ، التي هي معيار نجاح المؤسسة ومستواها، وهما : (الرقابة الذاتية)، التي يُفترض أن تمارسها المؤسسة الجامعية على عملها وآدائها ؛ و (الرقابة الرعائيِّة والوصائيّةِ ) ، التي يجب أن تقومَ بها وزارة التربية والتعليم العالي من خلال اللجان القانونية التي تنتظم عمل المديرية العامة للتعليم العالي ،بموجب القانون (٢٨٥/٢٠١٤) ..

إنّ ما إقترفتهُ بعضُ المؤسَّساتِ التعليمية من أخطاء ٍ وممارساتِ ، ليسَتْ فقط ( جُرماّ أكاديميا) موصوفاً بحقِّ لبنان وصورتِه الحضاريّةِ ودورِه التعليميِّ وحضورِهِ الفكريِّ وإسهاماتِه البحثيَّةِ ،بلْ أن( الجُرمَ )تعدّى ذلك إلى أخذِ الطلّابِ رهينةَ أعمالها وأخطائها الموصوفة ، وكأنّ ليس هناك مَنْ َيراقبُ ويَحمي وُيحاسِبُ المخالفين والمرتكبينَ..مُعْتقدينَ أَنْ ليسَ هناكَ منْ يَسألُ عن حقوقِ الطلاب ويدافعُ عنهم ويحمي مستقبلَهم، في ُغفلةٍ ظَرفيّةٍ ظَنَّ المرتكبونَ أنَّها اللَّحظةُ الأنسبُ ( لإستثمارِ الإنسان) ، بدل ُأنْ يكونَ الهدفُ الرئيسُ هو ( الإستثمار ِبالإنسان) والعملُ للإرتقاءِ بمستقبلِ الأجيالِ الذي هو بالتحديدِ ، مستقبَل لبنان… !

َإن ورشةَ النهوضُ بالتعليمِ العالي وِفق رؤيةِ الوزير شهيّب ، هي رؤيةُ شخصٍ مسؤولٍ على مستوى وطنٍ ، وهي بالطَبعِ مسؤوليةٌ وطَنيةٌ عامّةٌ وقضِيَّةٌ كبرى ، يجبُ على كلِّ المسؤولينَ والمعنيينَ الإهتمامُ بظروفها وتداعياتها ومتابعةُ التحقيقاتِ القضائيةِ حولَها ،قبلَ أن تتحول( الفضيحَةُ المحصورة،) الى( فضيحة وطنية) …تطيحُ بِمقدَّراتِ لبنانَ وتراثِه العلميِّ وتهدِّدُ مُسْتقبَلَه ومستقبلَ شبابِه..!

والأملُ كبيرٌ أن تُحقِّقَ عملياتُ الرِقابة والمتابعةِ الميدانيةِ على الجامعات ، والتي ستبدأُ اللجانُ المتخصِّصةُ القيامَ بها ، بإشرافٍ مباشر من الوزير ، نتائجَ و أبعاداً إيجابيةً ، تنعكس على مستوى التعليم العالي والإنتظاراتِ المأمولةِ منه خصوصاً بعدما تكَشَّفَتْ القضية التي شَوّهتُ( الأكاديميا اللبنانية) عن فضائحَ عدَّةٍ …لوْ أنَّها حَصَلتْ في بلدٍ آخر غيرِ لبنان، لكانَ إِعْتُبِرَ ذلك َ الأمرُ ( جُرْماّ وطنياً ) ، وليسَ مُجرَّدَ مخالفةٍ خاضعةٍ لمفهومِ التسوياتِ الرضائيةِووالعقوباتِ المخَفَّفةِ والخفيفة..!

إنّ الوسط الأكاديمي اللبناني ، يعيش اليوم إضمامة آمالٍ وإرتقاباتٍ إيجابية ، بأن تعود للتعليم الجامعي {هَيبَتُهُ}..وهي بالطبع ستعود..وسينتصر لبنان من جديد.. وتتِمُ حمايةُ الشبابِ من أيّ خطرٍ أو إهمالٍ ينالُ من آمالِهم ويحدُّ من تطلّعاتهم..!

وليسَ ذلكَ أبدا ً إلّا من خلالِ الإهتمام والتقديرِ العُمْقيِّ لدورِ الجامعاتِ العريقةِ والصحيحةِ المسارِ، والتي تَعْلوْ #الجامعةُ_الللبنانيةُ قِمَّةَ الهَرَمِ فيها، الى جانبِ جامعات ٍ لها عميقُ فَضْلٍ على لبنان..!

 

اترك رد