لا أزال أبتكر الأحلام (رسائل مهرَّبة) 52

وحيدتي!

ألحُبّ، عندي، ابتكارٌ فَذٌّ للحياة!

تعالَي نتخيّل: لو لم يُحبَّ اللهُ فِعْلَ الخَلْقِ، لما كان الخَلقُ، ولَظلّ العدم مسيطرًا.

وحين أحبّ اللهُ أن يرسمَ صورةَ نفسِه، خلق الإنسانَ.

إذًا، فلولا الكونُ وجمالاتُه، ولولا الإنسانُ، لَما كانتِ الحياةُ!

ولولانا، أنتِ وأنا، هل كانت الحياة جميلةً إلى هذي الحدود!؟ فلا نهاية لجمال، ولا نهاية لحبٍّ، ولا نهاية لأمل، لطموحٍ، عذوبةٍ، حنانٍ، رجاء!

ولَرُبَّ سائلٍ، ومُحِقٍّ في السّؤال: “فمن أين البَشاعةُ والشّرُّ!؟”

أسارع إلى الإجابة: من نُقصان الحبّ!

يحسبُ الإنسانُ أنّ الطّمع طموحٌ، فيُحبّ الطّمعَ! لكنّ هذا نقصٌ في الحبّ! إنّه الأنانيّة! يحسب الإنسان أنّ التَّمَلُّكَ حُبٌ للأبناء، لكنّ هذا نقصٌ في الحبّ! إنّه الاستئثار!

إلخ!..

ما يُخيفُ، يا سيّدةَ الحبّ، أن يتحوّل الحبُّ، بين اثنين، إلى تَمَلُّكٍ! هذا ليس نقصًا في الحبّ، فحسب، بل هو نقيض الحبّ! فأنا أحبّك لأنّك أنتِ! ولأنّك حُرّة! ولأنّك ذاتُ شخصيّة مميَّزة! وليس لأنّني أمتلكك! أنا أحبّك، لا أتملّكُكِ! نحن متشابِهان متمايِزان، كما وجب للحبّ أن يكون! ونحن نتكامل انسِجامًا، لا تَشابُهًا! ونحن ننسجم لا نذوب!

لا شكّ، يا سيّدةَ الحبّ، أنّ الحبّ اكتمالٌ للذّات، منسجِمةً مع أخرى، لا ذائبةً فيها، أو مُتناهيةً. ألانسِجامُ اندِغامُ الكائنَين على تَفَرُّد متميِّز. أوليست هي آلاتُ الموسيقى تندغمُ، متميّزة، فلا يذوبُ صوتُ آلة بصوتِ أخرى، وتأتي الأصواتُ، كلُّها، في غاية الانسجام، ما يُشيرُ إلى تكاملٍ غنيٍّ مُغْنٍ، بلا شَواذّ ولا ذوبان!؟

أحببتُكِ؟ ابتكرتُ حياتَنا، مثاليّةً، راقية، مستغرقةً في شُفوفيّة النّور والعذوبة! 

طوباكِ! طوباكِ!

ألاثنين 18 نوّار 2015

اترك رد