الميتروبوليت الياس كفوري في قداس الغطاس: نسأل الله أن يقوم بمعجزة ويخلص المخطوفين والمحتجزين في سوريا ولبنان

kfouryترأس متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون لطائفة الروم الأرثوذكس الياس كفوري قداس عيد الغطاس في كاتدرائية مار توما للروم الأرثوذكس في صور، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الكفوري عظة جاء فيها:” إننا باقون هنا في لبنان وفي هذا الشرق، في أرض الشهادة نحيا هنا ونموت هنا، وإذا أراد أحد أن يقتلنا فأهلا وسهلا، ولكننا لن نترك أرضنا ما حيينا، نذهب شهداء على مذبح الرب ولا ننكر ايماننا بالمسيح مهما كان.

للاسف الشديد سمعنا وبحزن شديد أن المعتدين طلبوا من أهلنا في معلولا أن يعودوا عن دينهم ويعتمدوا ديناً آخر، فرفضوا فأعدموهم، هؤلاء الناس ذكرونا بالشهداء الذين ذكرتهم الكتب المقدسة عندما رفضوا أن ينكروا المسيح ودينهم. وكما قال المسيح إنكم ستضطهدون من أجل إسمي وليس من سبب آخر، لأننا نؤمن به ولن نغير ذلك أبدا مهما اضطهدنا.

في هذا العيد لا يسعنا إلا أن نصلي لاخوينا المطرانين بولس ويوحنا متضرعين إلى الله أن يفك أسرهما ويخلصهما من هذه المحنة التي وقعا فيها دون أن يرتكبا ذنباً في ما يحصل بين الدول وشعوبها،أو بين الفئات المتصارعة في المنطقة. هذه الفئات قد ضلت طريقها كما ضل الشعب العبراني في الصحراء، ولم يعد يعرف طريقه الى أرض الميعاد. هكذا نحن كالغنم ضللنا، وذلك بسبب كثرة خطايانا. لذلك نطلب من الله ان يتحنن علينا وأن يجعل في قلوب الخاطفين شيئا من الرحمة، ونسأله ان يقوم بمعجزة ويخلص كل المخطوفين والمحتجزين في سوريا وفي لبنان، وأن يرفع كل الظلم والحروب والتشريد في هذه المنطقة. نسأله أن يخلص رئيسة راهبات والأخوات الراهبات في دير مار تقلا في معلولا في سوريا.

ما ذنبهن ليحتجزن، هذا اذا لم نتكلم عن الكهنة الذين قتلوهم في أديرتهم ومثلوا بأجسادهم في سوريا وفي لبنان، الذين شردوهم واعتدوا على كرامتهم وانتهكوا قدسيتهم، ونأمل عودة الجميع الى رشدهم وعودة كل الناس الى بيوته”.

واستنكر حرق مكتبة السائح في طرابلس، متسائلا:” هل لأنها مكتبة مسيحية لكاهن؟ أو لأنه يوجد فيها تراث مسيحي وكتب قيمة عظيمة؟ نأمل الإجابة على ذلك”، متمنيا على الدولة والقضاء المختص “سوق هؤلاء الفاعلين إلى المحاسبة والاقتصاص منهم ليعاقبوا وليعرف الجميع من وراءهم، آملين من العدالة اللبنانية أن تقوم بذلك وتلقي القبض على محاولي تأجيج الفتنة في هذا الوطن”.

أضاف:”إن الانسان ضعيف أمام الخطيئة، ولكنه لا يقوى إلا بطاعة الله وإيمانه به، وفي عيدنا اليوم نقوى بنعمة روح القدس، لن نخلص إلا بنعمة الله، فيجب أن نغتسل بالنعمة اليوم وأن ندفن مع المسيح، ولنقوم معه أيضا في قيامته، فالمعمودية هي ولادة ثانية، هي موت ودفن وبعدها حياة.

إن المعمودية ليست قصة سحرية او قصة رمزية، وليست تاريخاً نخبرها لأولادنا أو لأجيالنا، بل انما هناك شيء يجب أن يتغير في هذا العيد، وهو أنتم، أي الانسان نفسه. يجب أن يقلع الإنسان العتيق الفاسد الخاضع للخطيئة، المشوه بالخطيئة وأن يلبس الثوب الجديد المتجدد للمعرفة على صورة خالقه، أي ما لم يتغير في داخله، فإن العيد لا يعني له شيئاً. بالأمس نحن غير اليوم. اليوم تجددنا مع السيد المسيح، فغسل لنا خطايانا وطهرنا.

لا يسعنا في هذا العيد إلا أن نصلي للرب العلي القدير أن يغسل بالمياه المقدسة قلوب اللبنانيين ليعودوا إلى ربهم، ويخلعوا الإنسان العتيق ويلبسوا الجديد ليعيدوا إلى هذا البلد رونقه وعلاقته السليمة بالله. فعلينا ألا ننسى أن لبنان مهبط الوحي والأديان، لبنان وطن القداسة والقديسين والعلماء والشعراء والأدباء والمؤرخين، كما أن شفاء الكنعانية حصل هنا، كذلك التجلي ومعجزة قانا المسيح، ولا ننسى الشهداء والقديسين الذين خرجوا من أرضنا، يجب أن نعلم ذلك. كما اننا لم ننس بولس وبطرس الرسولين اللذين التقيا هنا على هذا الشاطىء قبل أن يذهبا الى روما”.

اترك رد