“عالجسر القديم ما لقينا مطارحنا”… باكورة مريم رعيدي الدويهي

صدرت في سيدني المجموعة الادبية الأولى للمبدعة مريم رعيدي الدويهي “عالجسر العتيق ما لقينا مطارحنا”، برعاية مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي.

ومن المجموعة نص بعنوان “يوم اللي افترقنا”:

أوّل مرّه التقينا

كان عندي مزهريّه

وزهرتين ياسمين

وكان الليل قصيده

عا شفاف عطشانين…

والوقت عم يعرج

تحت الشتي

عالطرقات البعيده

وأنا وإنت ما حدا بيشوفنا

غير السكت والحيطان

وما عرفنا إنّو المزهريّه

رح تخّبر الجيران…

قولك هيي حكيتْ حكايتنا

أو القمر السهران؟

 

ويوم اللي افترقنا وضيّعنا الطريق

بكيت اليمامه… وبكِيتْ أنا

ودْموعي جرْحو المزهريّه…

وما بقي من الماضي

إلاّ كمشة ذكرياتي

ودفاتر منسيّه…

وكلما بتطلّع بالصوره

الكنت فيها حدّي

بلاقيها ممحيّه…

لا بتضحَكلي ضحكه

ولو حاكيْتك ما بتحْكي…

ولا بتسأل عليّي.

***

قدم للكتاب الأديب د. جميل الدويهي، مؤسس “أفكار اغترابية” للأدب الراقي. ويقول الدويهي في المقدمة: “في خطواتها المبكرة على الجسر العتيق، لا تنسى الأديبة مريم الأسماء والذكريات والأمكنة، فهي تحنّ إلى الماضي، وكأنّها تريد الانتقام من حاضرها المليء بالمرارة وخيبات الأمل. فقد عانت مريم الكثير من المصاعب في رحلة القلق والغربة عن وطن بعيد وقريب، ولا تنفصل عنه”.

وعن رومنطيقية مريم يقول: “بين الحنين إلى البيت والإبداع في التصوير الفوتوغرافي (دمعتي جنينه – خزّق سواد الليل – وترنّ من هاك الوديان ضحكتنا – وإقطف من النجوم باقه)… تظهر الأديبة مريم كمبدعة ذات منحى رومنطيقيّ، وكثيراً ما تحاول تغيير الزمن، وإعادة عقارب الساعة، لتكون لها فرصة الرجوع إلى غبطة طفوليّة خسرتها.”

ويبقى أن باكورة مريم الأدبية، وهي الثالثة بعد “قلائد من فكر جميل الدويهي”، و”إضاءات على فكر جميل الدويهي”، وهما كتابان توثيقيان، ستقدم هدايا مجانية في مهرجان للأدب الراقي يقام في عام 2020، من ضمن نشاطات وإصدارات “أفكار اغترابية”، وسعيه الدؤوب لإطلاق نهضة اغترابية ثانية من المهجر البعيد.

****

(*) مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي – سيدني 2019.

اترك رد