دعوة للغِياب

إيهٍ زُليْخَة ..

لوْ تَدْرِينَ ما وجَعُ البِعَادِ

فِي كُلّ قافِيةٍ ،

تنُوخُ عصفُورةٌ حَالمَةٌ

مزَنّرَةٌ كاشْتِعالِ البيْلَسَان

إيهٍ .. لَوْ تدْرِينَ زليخَة

حِين تطيرُ الأحْلامُ كالمَنايَا

وتُغادِر في وَغَى جَداوِلِ الخِذْلانِ

لِي فِي هَذا السِّياجِ حَرَائقٌ

مِنْ عَويلِ المَطرْ..

تَشُقُّ دُخَانَ الأمْنِيَاتِ العَلِيلَةِ !!؟

أعْرِفُ صَمْتَ اللُّغَةِ

حِينَ يَتَخَطَّفُها الغُربَاءْ ..

يَتَقَاذَفُونَهَا إشَارَاتٍ .. إشارتٍ  بِخَرَسِ  الإيمَاءْ

هَذِه الزّحَافَاتُ نحْنُ خَلقْنَاهَا

وَرَفَعْنا عِمَادَهَا

بِمَرَارَة قَهْوتِنا

ولُهَاثِ الفَجْرِ فِي دِمَائِنَا ..

هَمستكِ ذَاتَ مسَاءٍ قَابَ فِعْليْنِ !!

ولَكِنّ النَّهْرَ لاَ يُجِيبْ

يَنْهَرُ دَمْعَتَهُ منْ ثِقَلِ مَوَازِينِي

تَشْطُرُنِي مَسَافَاتٍ وشَهِيقْ ..

فَمَنْ فتَحَ مَجْرَى النَّهْرِ فِي غَرَقِي

وعَصَفَ فِي مَصَبِّ نبْعي ؟!!

وَأنا التِي مَلأت صَمْت اللَّيْل بِطَرْقِ

 أبْوابِ العاصِفَة

أنا أتَضَرّعُ للصّمْتِ أنْ ينْطِقَ..

  فخُذِينِي إليْكِ.

                   ***

(*) من ديوان “مخاض الأشرعة”

اترك رد