“المطران بولس اميل سعاده: سيرة ومسيرة” (يقع في ثلاثة أجزاء : “الخوري أميل”، “المطران سعاده”، عظاته وكلماته) للكاتب نبيل يوسف، كان محور ندوة دعا إليها راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، في جامعة العائلة المقدسة ـ البترون، ورعاها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي العام على أبرشية إهدن ـ زغرتا المارونية المطران جوزيف معوض، وشارك فيها: نبيل يوسف، سهيل مطر، المطران خيرالله، المطران بولس إميل سعادة، المونسينيور نبيه الترس.
.
افتتح اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني فدقيقة صمت وفاء لأرواح شهداء الوطن، ثم قدم للقاء الخوراسقف سمير الحايك وتحدث عن “تضحيات الآباء الموارنة من بطاركة ومطارنة ورؤساء ومسؤولين أحسنوا تنظيم شؤونهم ولم يفتهم يوما، حتى الاستشهاد الجهار بإيمانهم والسكن في الجبل حفاظا على وجود سيادي. إنهم القدوة والمثال على الحق يقيمون”.
وتحدث عن أهمية الكتب والمكتبات وثمن مواقف واعمال وكلمات المطران سعاده التي تضمنها كتاب نبيل يوسف.
يوسف
عرض الكاتب نبيل يوسف لمحطات جمعته بالمطران سعاده مثمناً مواقفه وجرأته وصراحته وقوته ونبرته المتسلحة بالحق مؤكداً ان الكتب لا تتسع لأعمال المطران سعاده ومبادراته وانجازاته من رعية زغرتا إلى بلاد البترون في مسيرة 54 عاماً أي 19700 يوماً. وأطلق يوسف لقب المطران القائد على المطران سعاده متوجهاً اليه بالقول : “لقد غدوت أرزة من أرز جرود بلاد البترون وزيتونة من زيتون وسطها وليمونة من بساتين ساحلها الذهبي، لقد كنت أمينا على الوزنات التي اعطيت لك وأكثرت منها فاستحقيت كل تقدير”.
مطر
أما سهيل مطر فتوجه إلى المطران سعاده بالقول: “الحديث عنك ذكريات، الحديث إليك أحلام، الحديث عنك فعل ماض، الحديث إليك فعل مستقبل، والحديث عنك يحتاج، لا إلى دقائق بل إلى ساعات وحقاائق ووثائق، لأنك السيد في زمن السيادات المهدورة والسيادات المفروضة والسيادات المرفوضة”. وأضاف: “بين أهدن وكفرحي، مسافة أبانا وسلام. نبدأ بإهدن باشارة الصليب وننتهي في كفرحي، بآمين، مروراً بالبترون. المسافات بالصلاة ليست أرقاماً، بل هي مسيرة تختصر تاريخ سيدنا بولس.حياته رحلة وفيها جمعات عظيمة وجلجلات موجعة، كما فيها ميلاد وشعانين وسبت النور وقيامة. هي رحلة حب، ووحده الحب يولّد السلام والفرح والإيمان… إن هذا الزغرتاوي الاًصيل ما دعا يوماً لفرقة، وما آمن إلا بالسلام، وما أسهم إلا بصلحة ووفاق. ووراء الأحمر الدامي في اللباس، قلب هو للبياض مغارة ميلاد ومحبة”.
وثمن موضوعية الكاتب واحترافه الجمال، وختم داعيا المطرانين سعاده وخيرالله “لأن نحلم معاً بمارون الناسك وبقيادات تلتزم ولا تستزلم أو تلزّم، نحلم بأجراس ترنم ولا تتحدى وبمآذن تكبّر ولا تتصدى، نحلم بإله يحب لا بإله يخيف ويقتل، نحلم بلبنان تشع فيه أنوار السلام والمحبة والحق”.
خيرالله
أما المطران خيرالله فتحدث عن “المطران بولس إميل سعاده الذي زرع في ربع قرن خدمة ومحبة وعمرانا”، مشيراً إلى أن “بين إهدن ـ زغرتا والبترون تاريخ تواصل عريق ومستمر”، مستذكراً البطريرك اسطفان الدويهي والعلاقة الودية التي ربطت المطران يوسف فريفر بالبطل القائد يوسف بك كرم ومن خلالهما أبناء إهدن زغرتا والبترون.
وقال: “تسلم المطران سعاده رعاية النيابة البطريركية في بلاد البترون يوم كانت ممزقة مقسمة مقطعة الأوصال، فراح يعتني بالبشر والحجر من خلال ورشة بدأت بتحسين وضع الكهنة وتشجيع العمل الرعوي وبناء الكنائس وصالات الرعايا”.
وتحدث عن المرحلة التي جمعته بالمطران سعاده على مدى 25 عاماً والتعاون على كافة المستويات، منها استعاد هامة مار مارون من إيطاليا إلى دير مار يوحنا مارون في كفرحي، بعد أن أخذت منه في العام 1130. وقال:”عرفته الراعي الصالح والأب الساهر على رعيته والمدافع عنها ضد الذئاب الخاطفة. عرفته المطران البناء والصوت الماروني الصارخ ينادي بالعودة الى الأصالة وبالتمسك بإرث الاباء والأجداد وبالقيم والاخلاق المسيحية واللبنانية. وعرفته صاحب المواقف الجريئة”.
وختم قائلا: “إن خدمة المطران سعاده لأبرشية البترون تبقى محفورة في قلب كل بتروني وما زرعه خلال ربع قرن يثمر اليوم محبة والتزاماً كنسياً ووطنياً. وإذا كنت أعلنت، يوم تسلمي رعاية أبرشية البترون، أن شعاري هو الخدمة في المحبة وأن برنامجي هو التجدد تطبيقاً لتوصيات المجمع البطريركي الماروني، فذلك لأني أحصد ما زرعه المطران بولس إميل، ويعود الفضل إليه، ولأني سأزرع بدوري ما سيحصده من يأتي من بعدي”.
سعاده
وفي كلمته شكر المطران سعاده للبطريرك الراعي رعايته الاحتفال ، كما شكر المطران خيرالله والكاتب نبيل يوسف وكل الذين تعاونوا معه خلال رعايته لأبرشية البترون من كهنة وعلمانيين. وحيا روح والديه وأرواح كل الذين تعاونوا معه.
وختم داعيا “لتصفح هذه المجلدات بعقولكم وقلوبكم وأن تحكموا علي إن كنت أمينا على الوزنات التي اعطيت لي. ومعا نعمل لما فيه النهوض بابرشيتنا والسلام لوطننا لبنان”.
كلمة الراعي
ثم تلا المونسنيور نبيه الترس كلمة البطريرك الراعي التي ثمنت الكتاب “الجامع بمضمونه لتراث المطران بولس اميل سعاده الغني والمشعب ، كتاب السيرة والمسيرة الحافلة بالانجازات ككاهن واسقف لخير الانسان ولخدمة الكنيسة ولمجد الله”. وشكر للكاتب نبيل يوسف جهده لتنسيق هذه المجموعة من السيرة والمسيرة والكلمات والعظات .
وتضمنت كلمة البطريرك الراعي الإنجازات والمشاريع التي حققها المطران سعاده في زغرتا والبترون على كافة المستويات إذ اهتم بالحجر والبشر. وتوجه البطريرك الراعي الى المطران سعاده بالقول: “أن سيرتك ومسيرتك التي رسمت في هذه سطور المجلدات الثلاثة هما شهادة ناصعة وناطقة لعطاء الذات بثقة واندفاع لخدمة الله والكنيسة” متمنيا له المزيد من الصحة والعمر الطويل لكي تستمر شهادتك بالامانة الدائمة لراعي الرعاة السيد المسيح وبحمل رسالة الكنيسة في فكرك وصلاتك واهتماماتك”.
كلام الصور
المطران بولس إميل سعادة