صيّاد

I

وقت الّلي كنت زغير، ويجهجِه العيدْ

بْضيعَه زغيره معتّقه بجرّة نبيدْ،

وكانُون يتمرجَل، وما يكنّ الرّعيدْ..

امّي الّلي ضحكتها رطل (جاهَا الوحيدْ)

تصفّني عَ الحيْط

وتقيسني بالخيْط

تا تشتري من طرابلُس طقمي الجديدْ؛

والريح رح بتزيح شبّاك الشمالْ،

وبيّي ما سرّب بَعد من صيْد الحجالْ!

II

وسكُوت، ما يحكي حَدا،

وبرّا هوا وتلج وضبابْ،

وتطرطِق سْنان البوابْ،

ويضيع بالنار الصدى…

ولحظة لْ امّي تقول: صلُّوا تا يجي،

يطلّ…إتعمشَق بكتفُو، برقبتُو،

يدقُّو جْريّي بالحجال بجيبتُو،

وبارودتُو المفرِد، عليها تالجِهْ!

III

“خدني معَك عَ الصيْد”،

ويقلّي: برِدْ!

إبكي..عيونُو يدمّعُو،

ويلفّني بمشمّعُو،

ونضيع:

صيّادَيْن عَ دروُب الجرِدْ!

IV

…وليلِه من حزيران،

شي انّو القمرْ،

تنقوَز عَ “عيْن الجوز”، مسَّى المعصرَهْ،

من طلّتي عَ البيت، لاقوني البشرْ؛

وتصير قوضتنا الزغيره مقبرَهْ،

وامّي عَ كرسي قاعده ومكسّرهْ،

وبارودة المفرِد حزينه مغبّرهْ…

واهجُم عليهن: حيّدو! وما يحيّدُو،

واصرخ أنا:

الصيّاد…مين تصيّدُو؟

V

كلما كسَر كانون شبّاك الشمالْ،

وزتّ التلج عرقيّتو فوق الجبالْ،

بتذكّر الّلي راح يتصيَّد حجالْ:

…وطار هوّي والحجالْ!

ffffff

اترك رد