واحد في الحلم وآخر في الذاكرة
الحلم أن يصرخ الهواء محتقناً بالشوق
كلما شاهدني أطل من الحدود شاهرا هواي
هواي الذي ما استطاع اختراق ظلي
ظلي الذي يعتلي صهوة العشق
عشقي الممعن في الحنين
الحنين الذي لا يتجزأ كالوقت
الوقت الذي يرى الأحلام كلها
في فلسطين
ولي وطن آخر في الذاكرة
شريط من النخل المزنِّر للخاصرة
وشاح من اللازورد
قلّدنيه في الحلم راهب الناصرة
وقصيدة مكتوبة بلعنة دير ياسين
تثمل كلما مرت بها امرأة
مضمخة بزعفران يافا
وتدلق فيّ الذاكرة
الذاكرة، أن تكتب قصة حب
الحب الذي يربك الغريب على حافة الصحراء
الصحراء التي لا تنتهي عند المعلقات
المعلقات التي تسحب الأحلام للجهات
الجهات التي أربكت بوصلتي
بوصلتي التي أدمنت سهمها لللآت
حيث حلمي مستوحشٌ
من فرطِ الاحتمالات
لي وطنان لا يلتقيان
واحد على صهوة الريح
وآخر في شرفة النسيان
كأنني ومنفاي توأمان
***
(*) موقع هنا نلتقي بإشراف الروائي والشاعر انور الخطيب.