طرح في هوليوود منذ أيام فيلم The Invisible Woman الذي يتمحور حول الجوانب الخفية من حياة الكاتب البريطاني تشارلز ديكنز لا سيما علاقة الحب بينه وبين الممثلة نيلي تيرنان، من إخراج الممثل البريطاني رالف فينس.
يوضح رالف فينس في لقاء صحافي حول الفيلم: “الشعور السائد عند كثيرين أن ديكنز يكتب بحس عاطفي ملاحم هي في نهاية المطاف روايات جيدة، يبرز فيها حياة الفقراء والأيتام والمدارس والسجون، لكنهم سيرون في هذا الفيلم الجانب الخفي من شخصيته.”
يضيف:” تتميز شخصية ديكنز بكثير من التباين والتناقضات، وقد يثير ذلك جدلاً ويدفع الناس إلى الحديث عنه.”
عما إذا كانت علاقة ديكنز بنيلي أثرت على الشخصيات النسائية في رواياته يقول فينس: “شخصية استيلا في رواية Great Expectations لا تجسد نيلي حرفياً، لكنها موجودة بشكل ما في الرواية من خلال شعور العاشق باللهفة، ومحاولاته اليائسة للوصول إلى محبوبته”.
يتابع: “أعتقد ان نيلي تمنعت على ديكنز قليلا، وتتجلى هذه المقاومة في العبارة التي جاءت في الرواية: “قلب استيلا البارد”… كانت نيلي صعبة المراس وفتاة قوية عندها إرادة، وأعتقد أن الشخصيات النسائية في رواياته فيها قدر من نيلي”.
ولد الممثل البريطاني رالف فينس في أسرة مثقفة لأم روائية وأب مصور فوتوغرافي، واشتهر بأداء أدوار مركبة في مسرحيات وليام شكسبير، ومجرم حرب نازي في Schindler’s List ، وكونت بريطاني في The English Patient ، واليوم بعدما تحول إلى الإخراج يغوص في أسرار حياة الروائي البريطاني الشهير تشارلز ديكنز الذي كتب أشهر روايات القرن التاسع عشر منها: Oliver Twist (1839)، Tall of Two Cities (1859)، David Copperfield (1850)، Hard times…
تشارلز جون هوفام ديكنز
اعتبره النُّقّاد أعظم الروائيين الإنكليز في العصر الفكتوري، ولا يزال كثيرٌ من أعماله يحتفظ بشعبيّته حتى اليوم. تميَّز أسلوبه بالدُّعابة البارعة والسخرية اللاذعة. صوَّر جانباً من حياة الفقراء، وشن على المسؤولين عن المياتم والمدارس والسجون حملةً شعواء. شغل منصب عضو في “الجمعية الملكية للفنون”.
ولد تشارلز جون هوفام ديكنز في لاندبورت بورتسي في جنوب إنكلترا عام 1812، وكان ثاني أخوته الثمانية. عاش طفولة بائسة، إذ اضطر إلى ترك المدرسة باكراً والعمل لإعالة عائلته، بعدما سجن والده لعجزه عن سداد ديونه نظراً إلى وظيفته المتواضعة التي أجبرته على الاستدانة لسد حاجات عائلته، وكانت تجارب هذه الطفولة التعسة ذات تأثير في نفسه، فتركت انطباعات إنسانية عميقة في حسه، وانعكست على أعماله في ما بعد، لا سيما في القصص التي جعل أبطالها من الأطفال البؤساء بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي كانت سائدة في إنكلترا في عصره.
رغم أن طفولته كانت بائسة إلا أنه كان يستغل أوقات الفراغ لينكب على القراءة والاطلاع على الكتب، ويتجول وحيدا ً في الأحياء الفقيرة في لندن، حيث يعيش الناس حياة بائسة مريعة وخارجة عن القانون في بعض الأحيان.
تأثر بالقوانين الليبرالية في عصره فوصف بيوت العمل التي نشأت وفق قانون الفقراء الإنكليزي( 1834) في روايته الشهيرة “أوليفر توست”، كذلك وصف في قصصه ورواياته الأحياء الفقيرة بكل تفاصيلها وبكل المآسي التي تدور فيها.
في العشرين من عمره التحق بإحدى المدارس ليكمل تعليمه، وعمل مراسلا ً لأحدى الجرائد المحلية الصغيرة لقاء أجر متواضع، ولكنه لم يهتم بالأجر، وتفانى في عمله الذي كان بمثابة أولى خطواته لتحقيق أحلامه، وتمريناً له على حرفة الأدب، وأتاح له أن يتأمل أحوال الناس على مختلف مستوياتهم الاجتماعية والأخلاقية فخرج بتجارب إنسانية وأخلاقية وسعت آفاقه ومداركه الأدبية والحياتية.
.نشر ديكنز ما يزيد عن 12 رواية، ومجموعة من القصص القصيرة يتمحور بعضها حول عيد الميلاد، أشهرها “أنشودة عيد الميلاد” (1843). صدرت روايات ديكنز في البداية، على شكل مسلسلات، في مجلات أسبوعية أو شهرية، ثم طبعت في كتب.
في الرابعة والعشرين من عمره، تحديداً عام 1836، أصدر ديكنز أولى رواياته الأدبية “مذكرات بيكويك” فلاقت نجاحا ً ساحقاً، وقد ازدادت شهرته في إنكلترا وخارجها عندما نشرت أعماله في العالم بلغات مختلفة.
عام 1870 توفي تشارلز ديكنز عن عمر 58 عاما ً تاركاً كنوزاً أدبية، ودفن في مدافن “وست مينستر أبي”.
كلام الصور
1- ملصق الفيلم
2- رالف فينس
3- تشارلز ديكنز