مطر أعلن الاحتفال بيوبيل 125 سنة على تشييد كاتدرائية مار جرجس وسط بيروت

matar- gor

<

p style=”text-align: justify;”> عقد رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر مؤتمرا صحافيا، ظهر اليوم في دار المطرانية في الأشرفية، للإعلان عن الإحتفال الذي سيقام السبت المقبل في مناسبة يوبيل 125 سنة على تشييد كنيسة مار جاورجيوس الكاتدرائية في وسط بيروت. وشارك في المؤتمر نقيبا الصحافة عوني الكعكي والمحررين جوزف القصيفي، كهنة الأبرشية ورؤساء مؤسساتها الأكاديمية والتربوية ومجالسها ولجانها الراعوية.
الجلخ

وإفتتح المؤتمر بكلمة للمحامي رشيد الجلخ، مرحبا ومعرفا ومقدما، فقال: “بإسم سيادة راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، السامي الإحترام، نرحب بحضرة نقيب الصحافة الأستاذ عوني الكعكي وحضرة نقيب المحررين الأستاذ جوزف القصيفي وبالإعلاميين والحضور الكريم، إلى هذا المؤتمر الصحافي الذي يعقده سيادة راعي الأبرشية في كرسي مطرانية بيروت في مناسبة القداس الذي سيحتفل به صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مناسبة يوبيل 125 سنة على تشييد كاتدرائية مار جاورجيوس المارونية في وسط بيروت في مناسبة وطنية بإمتياز، تجمع حول صاحب الغبطة وفخامة الرئيس العماد ميشال عون ودولتي الرئيس نبيه بري وسعد الحريري، كل لبنان، لنستذكر معا تاريخا مجيدا لبيروت العاصمة ولكاتدرائيتها، إلى جانب باقي المعالم الدينية والوطنية.

القصيفي

ثم ألقى النقيب القصيفي كلمة قال فيها: “نستذكر في هذا اللقاء، صورة المثلث الرحمة المطران يوسف الدبس، المميز بين الاحبار الموارنة، الذي ثمر الوزنات التي أودعها الفادي بين يديه بانجازات لم تبل مع تقادم الزمن. انجازات توارثتها الطائفة جيلا إثر جيل، ثابتة، راسخة، متجذرة لا في الارض فحسب، بل في القلوب والذواكر. فهو الحبر الباني الذي أسس مدرسة الحكمة، وجعل منها منارة علم وأدب، خرجت الكبار الكبار ممن لمع نجمهم في عالم السياسة والقانون، والطب، والصحافة، والادب، والشعر، وشكلوا علامة فارقة في الحياة الفكرية والثقافية في لبنان، وخلفوا بصمات لا تمحوها الأيام، ولا يدركها النسيان”.

وأضاف: “من مآثر الدبس، كاتدرائية مار جاورجيوس التي أعلى بنيانها في قلب العاصمة بيروت، لتكون حلقة الوصل بين شطريها، وهي صممت وشيدت بهمة المحسنين الميسورين، وبفلس الأرملة، وكانت من أفخم الكنائس، وملتقى المؤمنين، وحاضنة اللقاءات الروحية الجامعة التي تلتئم في رحابها، مستكينة الى جرسها يرسل الرنين متصاديا في أرجاء العاصمة. الحرب خربت هذا المعلم، والحقت الدمار بالكنيسة، لكنها نالت من الحجر، ولم تنل من رمزيتها الروحانية والايمانية، وهي ظلت الشاهدة والشهيدة، الى أن قيض لها أن تنهض بمبادرة من راعي أبرشية بيروت للطائفة المارونية سيادة المطران بولس مطر، الذي عمل على ترميمها وتحديثها وتأثيثها، معيدا إليها رونقها وجمالها وفخامتها، ودورها، الى جانب مسجد محمد الامين، في دلالة فريدة على وحدة العيش، وتجاور بيوت الله، وتناوبها على تسبيحه وتمجيده. وقد إستنهض سيادته همم الخيرين من أبناء الطائفة المارونية، وقد لبوا النداء متبرعين، مؤثرين العطاء الصامت، عملا بقول السيد المسيح: “إذا تصدقت فلا تعلم شمالك بما تفعل يمينك”انجيل متى (5-3-4-)”.

وختم: “اليوبيل الخامس والعشرون بعد المائة على تشييد كاتدرائية مار جرجس المارونية تقام إحتفالية تليق بالمناسبة، وهي إحتفالية أرادها سيادة المطران مطر، محطة وفاء لسلفه الرؤيوي المطران يوسف الدبس، الحبر الملفان، والمؤرخ الكبير، والمربي، والراعي الصالح والمصلح، الذي بنى مدرسة أطلعت ثلاثة رؤساء للجمهورية، واحتضنت جبران خليل جبران في بداياته الواعدة، ورفع قبابا لكنيسة عاندت الزمن، لتبقى عينا على بيروت الواحدة، وقلبا للبنان الموحد، في حماية مار جرجس الفارس والحارس، قاهر تنين الشر، والتفرقة، وحامل راية الايمان الذي ينقل الجبال من مواضعها”.

الكعكي

ثم ألقى النقيب الكعكي كلمة قال: “شرف كبير لي أن ألبي دعوة صديقي المطران بولس مطر والحضور إلى هذا الصرح الروحي والوطني الكبير لنشارك في الإعلان عن الإحتفال بيوبيل 125 سنة على تشييد كاتدرائية مار جاورجيوس في وسط بيروت. إنني أفتخر وأعتز بأن والدتي إبنة الكنيسة المارونية وإبنة هذه المنطقة، منطقة الأشرفية، التي لي فيها ذكريات كثيرة. وبصوت عال أقول لولا هذه الكنيسة لا وجود للبنان. وما يميز لبنان عن كل البلاد العربية هو كنيسته ووجود المسيحيين فيه. وأضيف وأقول لولا الكهنة والرهبان لما حفظ المسلمون القرآن الكريم.

ولسيادة المطران مطر أقول: لقد واجهت تحديات كثيرة للمحافظة على ما بناه أسلافك من الأحبار، فبارك الله أعمالك وإنجازاتك التي قمت بها خدمة للكنيسة والوطن”.

مطر 

ثم ألقى المطران مطر كلمة استهلها بالقول: “نشكر لكم جميعا تلبيتكم دعوتنا إلى هذا اللقاء الصحافي الذي نعلن فيه عن إقامة يوبيل السنة الخامسة والعشرين بعد المئة لتشييد كنيسة مار جرجس في وسط بيروت وتسميتها كاتدرائية للأبرشية بموافقة الكرسي الرسولي.

لقد أقام سلفنا الأسبق الصالح المطران اغناطيوس مبارك يوبيل الخمسين لهذه الكاتدرائية في حينه، ونحن استعضنا عن إقامة يوبيلها المئوي في العام 1994 لأنها كانت مدمرة وهي على خط التماس في وسط بيروت، وتم ترميمها كليا بنعمة الله ومساعدة كبار الموارنة مشكورين الذين مدوا لنا يد العون من أجل ذلك، والله يعرف أسماءهم جميعا. فافتتحنا الكنيسة من جديد للعبادة في العام 2000 بقداس إلهي أقامه مثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي نسأل شفاعته لنا وللكنيسة وللوطن. وها نحن اليوم نعلن عن الاحتفال باليوبيل الجديد السبت المقبل 25 أيار 2019 الساعة السادسة مساء”.

وأضاف: “في المناسبة، يكرمنا صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى باحتفاله بالقداس الإلهي في الكاتدرائية السبت 25 أيار 2019 الساعة السادسة مساء، نعاونه فيه مع السادة الأساقفة السامي احترامهم، وقد وجهنا دعوة إلى المسؤولين المدنيين والروحيين لمشاركتنا هذا العيد الكنسي والوطني الفارح.
فكنيسة مار جرجس في بيروت هي كنيسة لجميع المسيحيين ولجميع اللبنانيين، وقد أحاطوها منذ البدايات بوافر محبتهم وأقاموا فيها الاحتفالات الوطنية الكبرى بأفراحها وأحزانها. فالشكر لله على كل ذلك، وإليكم بعض المعلومات التاريخية عن قيام هذه الكنيسة الكاتدرائية:

في الرابع من شهر تشرين أول سنة 1753، حط الخوري مخايل فاضل رحاله في بيروت، وقد أصبح مطرانا عليها لاحقا وبطريركا على أنطاكية في ما بعد، وكان آتيا إليها من عكا بناء على أمر البطريرك سمعان عواد من أجل ترتيب أمور الموارنة في بيروت والسعي إلى تشييد كنيسة لهم. وعندما كتب هذا الخوري البيروتي الأصل موجز حياته بخط يده قال: “… انتقلت إلى خدمة مدينة بيروت بأمر المرحوم البطريرك مار سمعان عواد وخدمتها من سنة 1753 إلى سنة 1762 إلى حين سيامتي مطرانا، وفي سنة 1753 بنيت كنيسة بيروت وأنطوشها ومدرستها ومدفنها بعناية الله تعالى فقط وتوفيق نعمته، له وحده المجد دائما”. وعندما أصبح مطرانا على بيروت رمم هذه الكنيسة وتوابعها بسعي من الشيخ منصور إده وأخيه الشيخ بطرس، وبمعاونة الموارنة في المدينة.

ثم عاد المطران طوبيا عون ورمم ثانية هذه الكنيسة بعد تسلمه مقاليد أبرشية بيروت سنة 1845، والتي لم يبق لدينا الآن من أثر لها سوى صليب التطواف هذا، وهو من الفضة المذهبة، وقد حفر عليه: “وقف كنيسة القديس جاورجيوس الماروني في بيروت سنة 1847”. ولما كانت هذه الكنيسة صغيرة ولا تتسع لعدد غفير من المؤمنين، صمم المطران طوبيا على بناء كاتدرائية كبرى، فاشترى الأرض القائمة عليها هذه الكاتدرائية الحالية، وكان ينوي الشروع في بنائها ولكنه غادر هذه اليابسة قبل أن يحقق أمنيته ويكحل عينيه برؤيتها. ويقول المطران يوسف الدبس الذي خلف المطران طوبيا على أبرشية بيروت في كتابه “الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل”، سنة 1884: “شرعت في بناء كنيسة مار جرجس الكاتدرائية، فإن الكنيسة القديمة كانت قد أمست تضيق على أبناء الطائفة ومجالاتها حرجة. فأخذت بإنشاء هذه الكنيسة حذاء القلاية مسكن الأسقفية. أي حيث نحن واقفون الآن. وكنت قد صورت كنيسة مريم الكبرى في روما بكل أجزائها. فجعلت كنيستنا على هيئتها ما أمكن. وأتاح الله لي رجلا يسمى Maggiori Joseph، خبير في هيئات الكنائس ونقوشها، أقمته على ذلك إلى أن يسر الله الفراغ من العمل سنة 1894 ودشنتها بإقامة القداس الأول فيها أحد الشعانين من السنة المذكورة. وقد بلغ ما أنفقته عليها نحو مليونين من القروش”.

وتوجه الى الحاضرين: “إذا كنا نستذكر تاريخ وجودنا في هذه العاصمة الحبيبة، وكيف تطور حجرا وبشرا، فذلك ليس من باب الحنين إليه أو التغني به فحسب، إنما لإعادة إبراز دوره الأساسي فيها وتكملة للرسالة المسيحية والوطنية التي انتدبنا لإيصالها من خلال عيشها في الزمن والمكان اللذين وضعتنا النعمة الإلهية فيهما. نحن هنا نكمل سلسلة هؤلاء الذين ارتضوا أن يحيوا حياتهم عملا دؤوبا في خدمته وخدمة الإنسان. نحن هنا في وسط العاصمة من أجل رسالتين متلازمتين لا ثالث لهما: الأولى هي الرسالة المسيحية وعيشها بكل أبعادها المقدسة والمقدسة وصولا إلى التأله بالذي تجسد ليؤلهنا، والثانية هي الرسالة الوطنية المبنية على المحبة للوطن والخدمة والمحبة لكل أبنائه بحيث يشعر كل من يؤم هذا الصرح ولأي دين أو مذهب انتمى، أنه في بيته، فتنشأ من هنا عائلة الوطن الكبرى المبنية على نسيان الذات في سبيل الآخرين، على العطاء قبل الأخذ، على الوفاء قبل الاستيفاء، على تتميم الواجبات قبل المطالبة بالحقوق. هكذا كتب تاريخ هذه الكاتدرائية المجيد بفضل المطارنة الصالحين الذين صلوا وعلموا فيها ومعاونة الذين تولوا شؤون رعايتها. وهكذا يجب أن نواصل كتابة هذا التاريخ لتبقى هذه الكاتدرائية دائما وبنعمة الله، منارة هادية في خدمة المحبة.

وتابع: “وجودنا هنا هو تواصل لتاريخ مجيد دينا ودنيا وتهيئة لمستقبل زاهر. وما نقوم به اليوم في هذا المكان الذي قدسته نعمة الله بصلوات من سبقونا وعاشوا فيه أو أتوا إليه ليناجوا الباري داخل جدرانه المباركة، هو تواصل لوجود كاتدرائية عمرها إلى الآن 125 سنة”.

وذكر بـ”الأحداث المهة التي جرت فيها:
– تم يوم التدشين استقبال المثلث الرحمة الكاردينال جان ماري لوستيجيه رئيس أساقفة باريس الذي جاء خصيصا للمشاركة في هذا الحدث والذي دون كلمة في سجل الكنيسة الذهبي.
– تمت فيها مراسم تشييع العديد من رجال السياسة والفكر في الوطن نذكر على سبيل المثال: العميد ريمون إده، الرئيس شارل حلو، النائب والوزير بيار حلو، الرئيس الياس الهراوي، النائب الشهيد بيار الجميل، الأديب والفيلسوف سعيد عقل…
-تم استقبال رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري لمناسبة زيارته بلبنان في أواخر سنة 2008 والذي دون كلمة في سجلها الذهبي”.

اترك رد

%d