“بدء المعاناة يوم تسجلت في المدرسة”
نعم كان ذاك اليوم ، هو بدء معاناتي، كيف لا وقد انقطعت من حينها صلتي بالطفولة وباللعب مهما كان بريئا.
يومها أرادت أمي تسجيلي في المدرسة، واسمها مدرسة مي الرسمية للبنات، وكنت لا أزال غضة العود لم أبلغ الخامسة من عمري، ولذا لم يكن القانون يسمح لي بالتسجيل، لكنها أمي، وقد أصرت -حفظها الله- لشغف في نفسها،وهي غير متعلمة _ أن تنشئنا متعلمين .
كنت حينها ألعب أمام باب الدار، أتكور على العتبة في الطابق الأول علوي، حيث لا يوجد إلا بيت الجارة ، فلا خوف من تركي ألعب مع ابنة الجيران الأخرى. ولا اذكر في ما كنا نلعب، لكن ربما كان اللاقوط أي أحجار صغيرة نلعب بها، ولها تقنيات جميلة، فألعابنا كلها رائعة وبسيطة غير مكلفة وتساهم في تعزيز التواصل ومنها الطمان أي الغميضة وهي لعبة مثيرة ، وربما كانت العفريتة وهي أجملها لكونها رياضة بدنية تفجر الطاقة المتدفقة في دمانا. والمؤسف أني فقدت في هذا اليوم هذه الطفولة، وفقدت معها حقي في اللعب، بل وفي الاستمتاع بالوقت بأية طريقة، فالمدرسة أمر آخر، ويبدو أنه عمر آخر .