المحبة توحد العالم وبينها وبين الإبداع
أكثر من صلة
مثلت الكاتبة حنان رحيمي لبنان، في “المؤتمر الدوري الثاني للابداع”، تحت شعار “الإبداع يوحد الشعوب”، برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي قصي السهيل، في 10 و11 نيسان (أبريل) الجاري في العراق – “جامعة بابل” – كلية التمريض.
وتناولت في كلمتها، ما تقوم به مع “جائزة الأكاديمية العربية” في لبنان، حيث تشغل منصب نائبة الرئيس، من مسعى لنشر ثقافة السلام من خلال أنشطة المتعلمين المشاركين في المواسم الأربعة من مباريات “جائزة الأكاديمية” الإبداعية.
وقالت رحيمي: “في بلادنا العربية يسود ومنذ سنوات الصراع الفكري الداخلي والخارجي… ما جعل منظومتنا الفكرية العربية تتعرض لأزمة كبيرة تهدد وجودها. لكن العراق كان لها بالمرصاد، وبقي وسيبقى مشعل الثقافة العربية وركيزة من ركائزها التي يتطلع إليها كل مثقف عربي. وأرى أمامي الآن – وتحت راية “الإبداع يوحد الشعوب” – الوطن العربي بعلمائه ومثقفيه… مجتمعا بأبهى صورة في هذا المهرجان الدولي على أرض بابل التاريخ والحضارات… فهل نحتاج إلى اكثر من هذا المشهد لنكون قوة فكرية ضاربة تدمر أي فكر دخيل على مجتمعاتنا وأوطاننا؟”.
وتابعت: “بيروت التي حاولوا اغتيالها مرات ومرات… ولكنها كبغداد كانت تغتسل من الغبار والدم ببحرها المتوسط، لتعود الى الحياة مجددا”…
وإذ عرضت لمؤلفاتها، قالت: “لم أحتج إلى الخيال كي أكتبها، فالواقع في هذا الزمن الرمادي فاق الخيال!. وفبعض القصص عشت جزءا منها، والبعض الآخر كنت شاهدة عليه، لذلك أهديت حكاياتي النائمة إلى من يتقنون صناعة الصباح!. وللكاتب عين ثاقبة لذلك، ومن واجباته أن يترصد هموم الناس ويوثق ما لا يراه الآخرون كي يخفف من وقع الحياة على كاهلهم، فدمار المجتمعات له وجهان:
– وجه شعب شارك في تدمير نفسه بنفسه من خلال أفكار موروثة دفع إلى ولوجها أجيالا تعاقبت على سلوك مسارات العتمة، لتستحيل أجيالا محنطة وأجيالا آتية قيد التحنيط.
– ووجه حاكم اتقن مهنة انتهاك انسانية الانسان..والانسان في قاموسه لا وجود له… فقد ازاله ليس فقط من قائمة واجباته، بل ومن ذاكرته أيضا”.
وختمت: “اسمحوا لي أن أوجز لكم، ما نقوم به في جمعية جائزة الأكاديمية العربية في لبنان، لنشر ثقافة السلام لدى الأجيال الطالعة، إذ معهم يبدأ رهان التغيير الحقيقي، ومعهم يكون المستقبل المشرق الموعود، في العبور إلى الضوء من نفق ظلمتنا العربية المجدد لها جيلا بعد جيل. ولقد عملنا بكد ونشاط، لإقامة مباريات بين المتعلمين في المدارس الخاصة كما والرسمية، من شأنها أن تزرع فيهم بذور ثقافة الحوار وتقبل الآخر المختلف عنا من خلال أنشطة ينفذها المتعلمون المشاركون في المواسم الأربعة إلى الآن، من مباريات جائزة الأكاديمية الإبداعية. كما وأصدرنا في الجمعية، كتاب (بالمحبة نبنيه) أي نبني الوطن، والكتاب كناية عن وثيقة مستوحاة من وثيقة أبو ظبي، المبرمة من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب، فإذا كان الإبداع يوحد الشعوب، فالمحبة توحد الأمم، لا بل العالم بأسره، وبين المحبة والإبداع أكثر من صلة”.