سيّدة حياتي!
قُبِضَ عليّ بـ”الجُرْم المشهو!” كنتُ أحلم!
ليستِ المسألةُ في كَوني أحلُم، فالحُلمُ أمرٌ مشروعٌ لا يعاقبُ عليه القانون في الدّول الدّيمقراطيّة، بل في “موضوع” الحُلم!
فوجئتُ، إذًا، نهار أمس، أحلمُ.
كيف عُرِفَ موضوعُ حلمي، وهو كامنٌ في البال، خفيًّا، لا يراه أحد، ولا يَحْدس به إنسانٌ، لا يُسمَعُ، لا يُلمَسُ…!؟
بدتِ المسألةُ أكثرَ تعقيدًا ممّا ارتأيتُ! ولم أعرف!
سألتُ غاضبًا:
– لمَ تقبضون عليّ، ما جريمتي؟
ابتسم الضّابطُ، قال:
– ألأمرُ في غاية الوضوحِ، يا صديقي! أنت تحلُم!
– هلِ الحُلْمُ ممنوعٌ؟ بناءً على أيّ مرسوم؟ ما فَحْواهُ، وما رقمُه؟
– لا! ليس أيّ حُلمٍ ممنوعًا. أمّا حلمُك، ففضيحة!
حرتُ في الأمر. كنتُ مُمَدَّدًا، وحدي، أنظر إلى التّلفازِ، مرة في إثْر مَرّة، مُنتظِرًا مُباراةً في كرة السّلة. وهائمًا، حالمًا، مُفَكّرًا، في حبيبتي! لم أرَ مُشكِلةً في الأمر! سألتُه بلهفةٍ وإلحاحٍ:
– أهو الحلمُ بالحبيبة، والتّفكيرُ فيها، أمران ممنوعان!؟
– لا، أبدًا! لكنّ حلمَك متطرِّفٌ.
– إن لم أتطرفْ، لن أُقنِعَ أحدًا. ألتّطَرُّفُ طريقُ الإقناع! إذ عليك به، هذا التّطَرُّفُ، ليزيدَ اقتناعُك
بموضوعه! أُحِبُ حبيبتي بإرهابٍ، بجنونٍ عاصف، فكيف لا أتطرّف!
– ألمسألة واضحة: أنتَ، أصلًا، متطرِّفٌ في حبِّكَ…
– هل تعرفُ حبيبتي!؟
– رأيتها في أحلامِكَ المتطرِّفة!
– ما المُشكِلة؟
– بصراحة؟
– كلّيّة! إنِ استطعتَ!
– ألمسألة هي أنّ حبيبتَك ألغتِ النّساء!
– إذًا، كيف يمكن لي ألّا أكونَ متطرِّفًا!؟
أحنى رأسَه ومضى حزينًا!
من أين للآخرين حبيبة تُشبِهُكِ!؟
ألأربعاء 22- 4- 2015