كم من الأشياء ضاعت في زماني
فالذي عندي سماء من دخانِ
كم وجوه ودّعتني، وامّحَت
مثلما تُمحى سطورٌ في ثواني
كيف أنسى قبلةً من فمها
تركت خطّاً بلونِ الارجوانِ؟
تلك من أحببتُ يوماً غابراً
ولها أبدعتُ شِعراً، وأغاني
يا العيونُ الخضرُ، ما ذنبي أنا
كي أظلّ العمر من شوقي أُعاني؟
يا حريراً ناعماً لم ترْتدِ
مثله حسناءُ في عصرِ الغواني
لم يزلْ خيطٌ معي من عُروة
فتّحتْ أزرارُها قبل الأوانِ
ومكاتيبٌ أراها كلّما
عاد بي طيفي إلى ذاك المكانِ
حيث كان الحبُّ طفلاً صاخبا
وعلى جسر التلاقي وردتانِ
أسدلَ الليل علينا خيمةً
من سكوتٍ، وشعور وأمانِ…
ذكرياتٌ لم تزل في خاطري
كالصدى من بعدِ تحطيم الكمانِ
كلّ إحساسٍ جميلٍ ينتهي
والذي في الروح يبقى دمعتانِ.
__________
(*) مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي – سيدني 2019.