“محاولة متأخرة للبكاء” مجموعة قصص جديدة للكاتبة السورية زينة حموي

متأخرة للبكاء

صدرت  حديثاً عن “شركة المطبوعات للتوزيع والنشر”  مجموعة قصص قصيرة بعنوان “محاولة متأخرة للبكاء” من تأليف الكاتبة السورية زينة حموي، تتشعب الموضوعات فيها ولا تتشابه كأنها عوالم متكاملة ، وتنطوي على أفكار وجودية عميقة.

حول المجموعة كتب أنيس الرافعي (كاتب وقاصّ من المغرب):

«محاولة متأخرة للبكاء» موشور سردي «أوبرالي»، تتطايف وتتصادى داخل بوتقته الجهنمية المصطخبة، موضوعات المرأة والحرب والحب والنزوح والسفر والطفولة والتشدّد الديني والكتابة والموت والحياة. وجماع هذه الموضوعات «الدرامية»، التي تقدم نفسها للقارئ بوصفها استعارة كبرى عن العطب الذي يمس جوهر الكائن مثل ندبة جرح وجودي طويل الاندمال، قادم من منطقة مخصوصة وغميسة يمكن أن أدعوها بـ «ماتحت شعور الحكي»، وهو توصيف نفسي ذو مرجعية «يونغية»، موائم للمكان القاهر والمقهور، الذي يتجسد هنا تحديداً في سورية الشهيدة والشاهدة على ويلات الدمار وقباحات العالم. هذه القصص قبو زينة السرّي المتواري جيداً داخل أعماقها القصية، والذي قررت اليوم أن تشرع أبوابه بكل شجاعة في وجه «الأمل» المتواري خلف البوح الذي تمنحه لنا الكلمات.

أمل يشي بانبجاس جديد ومتجدد على الدوام، بمستطاعه إلغاء الألم، وتغيير قدر النفس، ورفع ستارة المأساة، وجعل «الليل شمساً» كما يقول نيتشه. بكلمة واحدة: قصص «محاولة متأخرة للبكاء» تريد أن تقول لنا لا يهم أن ننتبه كثيراً إلى قسوة سقوط آنية الخزف وتهشمها الفجائعي، ولكن يجب بالأحرى أن نلتفت بعين حفية وقلب راجف وحشاشة عطوف إلى حنان وحدب اليد التي تحاول أن تجمع القطع وتلملم الكسرات المحطمة من على إهاب الأرضية. يد كاتبة قصة رائعة وقادمة بقوة إلى تخوم مملكة الإبداع الحقيقي اسمها: زينة حموي.

وكتبت د. شهلا العجيلي (أكاديمية/روائية وقاصّة سورية):

يرتفع صوت زينة حموي من بين ركام الأغراض المنسيّة والمتروكة، ويعلو واثقاً فوق الجثث والأجساد المغيّبة في كلّ الجغرافيا السوريّة. إنّه صوت ناقد يحمل معه كلاًّ من نبرة الحرب وهمس الحرمان، وينتقل إلى المنافي ليحكي عن انعطاف الرغبات والأحلام، وعن أمراض الجسد وانحرافات القيم التي كشفتها الحرب. تصنع قصص «محاولة متأخرة للبكاء» إطاراً فنيّاً متماسكاً وفريداً، مشغولاً من الفانتازيّ والعجيب، والواقعيّ، بمحمولات ثقافيّة ثريّة، يضمّ مآسينا الفرديّة الصغيرة منها والكبيرة، ويستقصي موزاييك المعاناة السوريّة العتيقة، التي زادتها الحرب وما لحقها من شتات، فداحة ودراميّة، ويذكّر دائماً بجرح المرأة التاريخيّ الذي يبدو بلا ضفاف.

اترك رد