استلم راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف كنيسة القديسة حنة القائمة في منطقة فاماغوستا من القطاع التركي للجزيرة بعد ثلاث سنوات من بروز دلائل ملكية الابرشية للكنيسة المذكورة للابرشية المارونية.
وللمناسبة أقيم احتفال استلام وتبريك الكنيسة حضره سفراء ألمانيا والنمسا وبريطانيا والسويد وسويسرا واسبانيا والبرتغال وسلوفاكيا، وممثل السفير البابوي، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة في قبرص اليزابيت سباكار، وممثل اللجنة القبرصية المشتركة للارث الثقافي د. ديم تاكيس، ود. علي تونجاي، وممثل المفتي د. طالب أتالاي، الى مندوبي المجلس الأوروبي و UNDP في قبرص. وشارك من لبنان وفد رابطة قنوبين للرسالة والتراث الذي ضمّ أمين عام الرابطة المحامي جوزف فرح، وأمينة الأبحاث الاركيولوجية د. جوانا شحود، ومنسقة الشؤون الإدارية سمر زغريني، وشاركت في الاحتفال وفود الرعايا المارونية في الجزيرة.
في بداية الاحتفال نقل المطران سويف بركة ومحبة البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لجميع الحاضرين، وهو كان سيستلم هذه الكنيسة خلال زيارته التي كانت مقررة سابقاً وتعذر عليه اتمامها، وقد وعدنا بأنه سيعوّض علينا بزيارة أبوية لاحقة. وعرض سويف تاريخ الكنيسة المبنية في بدايات القرن الرابع عشر على ايدي اللاتين، وقد تملكتها أبرشية قبرص المارونية، واستمرت كذلك حتى القرن السادس عشر حين شهدت منطقة فاماغوستا أحداثاً عسكرية وتحولات ديموغرافية أدت الى توقف رسالة الكنيسة المذكورة. وأشار الى انه في سياق أعمال المسح الاحصائي لاملاك أبرشية قبرص المارونية وتوثيق قيودها بصورة نهائية ظهرت دلائل ملكية الأبرشية لكنيسة القديسة حنة، وبدأنا باستكمال الملف بالتعاون مع السلطات المعنية وبعد ثلاث سنوات تقريباً وافقت هذه السلطات على إعادة الكنيسة المذكورة الى أبرشية قبرص المارونية. وأوضح سويف أنه في موازاة اعداد ملف تثبيت ملكيتنا لهذه الكنيسة أعددنا الملف الفني لترميمها واعاددة تأهيلها، وقد أنجزنا المرحلة الأولى من ترميم المبنى الخارجي، لتبقى علينا المرحلة الثانية المتعلقة بترميم الجدرانيات والرسوم الغنية التي تحتضنها الكنيسة، وقد تمّ ذلك بدعم المجلس الأوروبي.
وتابع المطران سويف: مناسبة اليوم حدث رمزي له أبعاد عديدة أولها بعد التجذر الماروني في جزيرة قبرص.
وبعد الحضور المسيحي المتنوع في منطقة فاماغوستا، وبعد العلاقات الأخوية الإسلامية المسيحية، وهي ابعاد نعيشها اليوم بعد أسابيع على توقيع وثيقة الاخوة الإنسانية بين البابا فرنسيس وشيخ الازهر، هذه الوثيقة التي تشكل الجواب العملي على تحديات التطرف والاصولية والانقسام والعداوات والحروب. وتؤكد ان الانسان واحد في حقوقه الطبيعية وأبرزها حق العيش معاً، مع الآخر المختلف بحرية وسلام.
وأضاف المطران سويف: نقرأ هذه الابعاد اليوم ونقيم أوجه شبه بين وطننا الام لبنان حيث تجربة العيش الاخوي الواحد المسيحي الإسلامي، كما يتراءى الشبه أيضاً بين فاماغوستا حيث الحضور المسيحي المتعدد الكنائس وبين وادي قنوبين وادينا المقدس في لبنان الذي يحتضن تراثاً مسيحياً مشتركاً. ونرحب بوفد رابطة قنوبين الذي جاء خصيصاً ليشاركنا حفل تبريك واستلام هذه الكنيسة، وقد بدأنا كمؤسسة بيت مارون ورابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث الاعداد لعمل علمي موثق حول الوجود الماروني في قبرص. وسوف نوقع ميثاق تعاون مشترك بعد نيل بركة غبطة أبينا البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي. ويسعدني ان أشير الى ان جدرانيات هذه الكنيسة تشبه جدرانيات دير الصليب في وادي حدشيت من الوادي المقدس. وختم المطران سويف: يتوقع الخبراء المختصون عندنا ان نجد كنائس مارونية أخرى وهذا أمر طبيعي حين نعرف ان الرعايا المارونية كانت 60 رعية في الجزيرة أي كان لديها 60 كنيسة تعاقبت عليها جماعات عديدة.
بعد ذلك كانت صلاة التبريك داخل الكنيسة التي تتسع لمئة وخمسين مؤمناً، تبعها زياح العذراء بالعربية، وتجوال في محيطها. وعلى هامش الاحتفال زار الحاضرون مبنى كنيسة للسريان الاورثوذكس تحولت جامعاً خلال الحقبة العثمانية.