استضافت الجامعة الأميركية للتكنولوجيا ممثل وزير الصحة العامة المستشار لشؤون التخطيط في الوزارة ، الدكتور بهيج عربيد، في لقاء حواري حول تداعيات النزوح السوري على الصحة العامة و البيئية في لبنان و ذلك بالتعاون مع المجلس الثقافي في بلاد جبيل.
في عرضه لاخر دراسة حول موضوع النازحين السوريين من إعداده، شدد الدكتور عربيد على أن الإدارات الأمنية اللبنانية تحصي 2000 موقع إقامة للنازحين في المدن والقرى والسهول ومما زاد الأمر سوءا الحركة الدائمة لأعداد كبيرة من النازحين بين المناطق وإحجام أعداد كبيرة منهم عن تسجيل أسمائهم في الدوائر المختصة الدولية. هذا الانتشار الفوضوي ساهم في تعقيد الأمور وخلق صعوبات متنوعة في عمليات الإغاثة المختلفة.
و اشار عربيد أن كل التقارير تؤكد أن ظروف إقامة النازحين ما تزال تفتقر إلى الكثير من المقومات المطلوب توفرها من غذاء ومياه صالحة للشرب والاستهلاك وبكميات كافية ولوازم الايواء وفصل الشتاء قارب وصوله.
و اضاف: ومع تعاظم الأعداد وبشكل كبير وتعاظم معها حاجات النازحين المختلفة بدأنا نشهد في العديد من المناطق إقدام النازحين السوريين على إقامة المؤسسات التجارية المختلفة حتى أنها فاقت في بعض المناطق المؤسسات المتواجدة والعائدة للبنانيين، هذا إضافة إلى المزاحمة على فرص العمل في المؤسسات اللبنانية. هذه الأمور أسست لظهور خلافات وتوترات بين النازحين والمقيمين وهي ذات طابع إقتصادي وفرضت علينا كسلطات لبنانية وعلى المجتمع الإقليمي والدولي المساعد للنازحين من تعديل في طريقة مقاربة الحاجات وطرق تأمينها حتى لا تتطور الأمور نحو الأسوأ لتصبح وكأنها صراع على الوجود وهو أسوأ وأخطر أنواع الصراعات.
اما عن الوضع الصحي وتطور الحاجات اشار عربيد الى الظروف المعيشية التي تحيط بمواقع إقامة النازحين وسوء التغذية ومشكلة المياه المتوفرة كمّاً نوعاً وصلاحيتها وسوء تصريف النفايات الصلبة والسائلة إضافة إلى تردي الواقع النفسي والعقلي والمتمثل بالخوف من الحاضر ومن المستقبل والحزن على ما فقدوه من أهل وأصدقاء وأقارب كلها عوامل قابلة لإنتاج كل ما يمكن أن نفكر به من أمراض إنتقالية وغير إنتقالية وإضطرابات عصبية وعقلية.
وشدد المحاضر ان منذ بداية الأحداث في سوريا ولغاية تاريخه إلتزمت وزارة الصحة العامة اللبنانية بالتعاطي المباشر مع القضايا المرتبطة بالصحة العامة وهي قضايا التغذية وسلامة المياه والنظافة العامة ومراقبة الأمراض المعدية وتطورها وحماية النازحين أنفسهم وحماية أيضا المجتمع المضيف و وفرت الخدمات التالية:
الرعاية الصحية الأولية وإجراء حملة تلقيح وطنية و تقديم الخدمات الرعائية و تعزيز إمكانات وحدات الترصد الوبائي في المناطق و تعزيز إمكانات إدارة مكافحة الأمراض المعدية ومكافحة السل.
ختم عربيد بالقول: “لغاية تاريخه لم تتلق و زارة الصحة أي مساعدة مالية مباشرة للقيام بتنظيم وتغطية نفقة هذه الخدمات لا من الخارج ولا من الحكومة اللبنانية”.
كانت جامعة AUT دعت الى هذا اللقاء الحواري بغية المساهمة في توعية المجتمع المدني حول هذه القضية و قد حضر مسؤولون تربويون و مدنيون و طلاب و أساتذة الجامعة.