صدرت حديثاً عن “الدار العربية للعلوم ناشرون” ثلاثة كتب تتنوع بين الرواية (أوراق الماضي وقضايا أخرى)، وقصة للأطفال (قلب ليلى)، ودراسة حول السينما السعودية (من مكّة إلى كان سينما عبد الله المحيسن).
أوراق الماضي
وقضايا أخرى
رواية بعد أخرى يُدخل الكاتب فراس عوض الله قارئه في عالم الجريمة الغامضة ويشركه في حلّ ألغازها؛ وهذه المرة يعيد إلى أبطاله مواقف عصيبة كانوا قد مروا بها ولا تزال تلاحقهم، فجاء عنوان الرواية “أوراق الماضي وقضايا أخرى” بمثابة المفتاح الذي يربط النص بشخصياته الروائية التي شهدناها في الرواية الأولى “السّم الكلامي” والرواية الثانية “قصر الدم وقضايا أخرى”، وأكثرها حضوراً في النص هي شخصية “هيرشار” شارلوك هولمز الرواية والذي سيقوم كعادته بمساعدة الشرطة، وصديقه مايكل بحلّ ألغاز الجرائم واكتشاف مجرميها في هذه الرواية أيضاً..
فبعد أيام من انتهاء قضية اتهام “كريس” بقتل زوجة جارها الطبيب، كما ورد في الرواية الثانية للكاتب “قصر الدم وقضايا أخرى”؛ وقيام “مايكل” بإنقاذها قبل مجيء هيرشار إلى المكان، عولجت “كريس” في المستشفى وغادرتها بينما ألقي القبض على الطبيب والسكرتيرة…
ولكن القصة مع “كريس” لم تنتهِ عند هذا الحدث فلا تزال حياتها في بؤرة الخطر. إذ تتعرض للخطف مرة أخرى من قبل مجرم مهووس كانت قد رفضت حبّه منذ سنتين، فخطط للانتقام منها ومن الشاب الذي أنقذها.. وكانت خطته تقضي باتصال كريس بمايكل والطلب منه تنفيذ “أمر” إذا ما أراد إنقاذ فتاته هو الذهاب إلى “قصر الجحيم” وحلّ لغز يؤدي إلى العثور على نقود يأتي الخاطف بها؛ و”اللغز هو، عند الالتقاء بالستّة والستّين، حرك ملعباً بستة قرابين، H to the right and C, X to the left”. وهكذا ينطلق مايكل وهيرشار إلى قصر الجحيم ويكون عليهما قراءة سلسلة من الشيفرات الغامضة وفهمها قبل حلّ اللغز وإنقاذ كريس…
قلب ليلى
ليلى فتاة جميلة وذكية. في يوم من الأيام قررت أن تسأل والدتها سؤالاً حيرها فقالت: “ماما، ماما، ما هُوَ الحُبُّ؟ كَيْفَ نُحِبُّ؟ وَلِمَ؟ مِنْ أَيْنَ يَأْتي هَذا الشُّعورُ؟”.
فقررت الأم أن تأخذَ ورقةً بيضاء من دفتر مُذكراتها وترسم قلباً كبيراً باللونِ الأحمرِ، وتدون في أعلى الصفحةِ منه العبارةَ الآتيةَ: «قلب ليلى».
ترى بماذا فكرت ليلى أن تملأ قلب الحب الأحمر؟
وأنتم يا أطفال بماذا تفكرون إذا طُلبَ منكم أن تملؤا قلب الحب الأحمر؟
«قلب ليلى» (من تأليف لينا محمصاني، رسم غيدا براج)، قصة طفلة صغيرة تبحث عن معنى الحب ثم ما لبثت أن اكتشفت المعنى بعدما سألت قلبها: من أُحب؟
إنها قصة طريفة وفريدة من نوعها تهدف إلى تعليم الأطفال المعاني المجردة مثل “الحب”، “المشاعر”، الأحاسيس”، “الفرح”، “السرور” وغيرها. كُتبت بأسلوب مبسط يناسب المستوى العقلي والزمني للأطفال، كما أنها مليئة بالصور الإيضاحية الملونة.
من مكّة
إلى كان
سينما عبد الله المحيسن
لا تنفصل سيرة السينمائي السعودي الرائد عبد الله المحيسن عن سيرة السينما في بلاده، وذلك كما نعرف، حال كل الرواد الذين يؤرَّخ لهم لحظة مفصلية في تاريخهم الخاص وتاريخ السينما في بلادهم.
ومن هنا يُمكن لهذا الكتاب المعنون بـ «من مكّة إلى كان» أن يُقرأ في لحظة السينما السعودية الراهنة والمفعمة بالوعود والآمال، باتجاهين مترابطين: كونه سيرة للسينما السعودية نفسها، من خلال حكاية عبد الله المحيسن مع الفن السابع، من ناحية، وكونه، من ناحية ثانية، سيرة ذاتية لمسار هذا الرائد منذ طفولته في مكة وصولاً إلى عروض أفلامه في شتى المحافل الدولية، ولا سيما في مهرجان “كان” في الجنوب الفرنسي.
كتاب ” من مكة الى كان” للناقد السينمائي إبراهيم العريس، يقرأ فيه تأثيرات مكة الروحانية والدينية وكرسالة إشعاع ثقافية عربية وإسلامية حملها المخرج عبد الله المحيسن معه ووظفها بلغة سينمائية معاصرة، عكست فهما عميقا لتأثيرات عصر الصورة في حروب الكلمة الحديثة.
هذا الكتاب يعكس المضامين الفكرية والثقافية التي عمل المحيسن على ترجمتها في مجموعة الأعمال السينمائية طيلة الفترة الماضية، وظل المحيسن حالماً بأعمال تاريخية ذات قيمة حضارية، تستمد روحها من تاريخنا العربي والاسلامي، توّجها في فيلمه “الاسلام جسر المستقبل” كقراءة مستقبلية عن الصراع حول الاسلام، ونظرته للإسلام الحضاري والانساني والعالمي.
إن مكة بقداستها ومكانتها الروحية والذهاب بها الى العالم كرسالة إشعاع حضاري وثقافي، جعلت المحيسن يصر دائما على ضرورة التواصل والتفاعل الحضاري مع العالم بأدوات وأساليب ثقافية مختلفة.
هذا الكتاب نوع من إعادة الحق إلى نصابه، والاعتراف بالدور الأساس والرائد الذي لعبه عبد الله المحيسن في هذه النهضة التي تدهش العالم حالياً.. النهضة المُعيدة السعودية بشكل أو بآخر، إلى زمن العالم السينمائي أو “الصحوة السينمائية” كما يُسميها إبراهيم العريس والتي يبدو أن السعودية بدأت بالفعل تعيشها اليوم.
إبراهيم العريس
ناقد سينمائي وباحث في التاريخ الثقافي وضع على مدى نصف قرن حتى الآن عشرات الدراسات وأصدر كتباً في بلدان عربية حول السينما والفلسفة والاقتصاد والتاريخ الإبداعي. من مؤلفاته السينمائية كتب عن “يوسف شاهين” و”السينما اللبنانية” و”مارتن سكورسيزي” بالإضافة إلى “السينما والمجتمع في الوطن العربي” الصادر في ثلاثة أجزاء.