عذرائي المُنيرة!
سيّدتي المُثيرة!
وبين الإنارة والإثارة غيرُ علاقة نَسَبٍ معنويّة ولُغَويّة.
ألمُنيرة تعني أنّها تُشرقُ، بأنوارها، على الكائنات جميعًا، فتَكشحُ عنها الظّلمات، لتظهرَ واضحةً، شديدةَ الوضوح. وحين تُضاءُ، تنكشف حقائقُها أمام الرّائين، فيتعرّفونها. وإذا عرفوها اقتربت إلى الأذهان وفُهِمتْ، فيحسن استعمالُها، إذ تُصبِح طيّعةً بين أصابعِ الإنسان، سيّدِها ومدبِّرها. إذًا، فالإنارةُ طريقُ المعرفةِ الّتي هي إحدى غايات الإنسان الأساسيّة. هذا في ما خصّ الكائنات منَ الأشياء.
أمّا بالنّسبة إلى الإنسان، فإنارتُه تجعل منه عارفًا ذاتَه والآخر. “إعرف نفسَك!” كيف يتمّ له هذا
من دون نورِكِ، حبيبتي!؟ وحين نعرف ذاتنا، نعرفُ الآخر؛ إذًا يشعرُ الإنسان بالسّلام المُوازي الطّمأينةَ، الفرح، الانفتاح، ما يُحسِّن الأداءَ ويُقوّي الثِقة ويؤكّد إنجازات كثيرة. وهذا يُرَقّي الفردَ والمجموع في طريق الغد الأفضل.
تسألين:
– هذا، كلٌّه، بوساطتي؟ بوساطتي، أنا!؟
– نعم، وحيدتي! تفتحين عينيك؟ تطلع الشّمس! تُغمِضينهما؟ تَغربُ! ونورُكِ قديمٌ، مُنبثِقٌ منكِ، غيرُ هابطٍ عليكِ!
– وعن الإثارة؟
– نتيجة!
– الإنارة تكشف، فأين الإثارة!؟
– في الكشف! سأوضح.
حين يُضاء على شيء، أو إنسان، يُثار المرءُ ليعرفَ أكثر. نصفُ المعرفة تُثير لمعرفة الأكثر. كلّ مرّة أكثر. وأنتِ، حبيبتي الوحيدة، تُنيرينني لأعرفَك، لأعرفَ أكثر. نورُكِ يُثيرُني. هذه إثارةُ فكر، خيالٍ، روح، لا تركيز فيها على الحواسّ.
لا يعني، هذا، أنّ إثارتَكِ ناقصةٌ، بل تأكيدٌ على الإثارتَين! جمالُكِ الجسديُّ إثارة حسّ يوحي! وجمالُك النّفسيُّ إثارةُ فكرٍ وخيالٍ وروح توحي!
هنيئًا لي بكِ، حبيبة مُنيرة مُثيرة، هي مصدر الإيحاء الجميل!
كم أنا محظوظ! كم أنتِ عجائبيّة!
ألأربعاء 15- 4- 2015