الاتحاد الفلسفي نظم مؤتمره التاسع في مركز الصفدي الصمد:

التوظيف في الثقافة أهم الاستثمارات على كل الصعد 

5c6ae70f4cd79_

نظم “الاتحاد الفلسفي العربي ” مؤتمره الفلسفي التاسع في مركز الصفدي االثقافي – طرابلس برعاية وزارة الثقافة ممثلة بالمدير العام للشؤون الثقافية الدكتور علي الصمد، وفي حضور حشد من الفعاليات والهيئات الثقافية اللبنانية والعربية.

وشدد الصمد في كلمة القاها على ان لبنان: “ومهما تألبت عليه الأحوال وقست الظروف، قادر، كما طائر الفينيق، على الانبعاث، من رماده، وليخط بأقلام مفكريه ويروي بأصوات حكمائه حكاية مجد باقية، على الزمن”.

واشار الى انه :”وإذا كان لبعض الألسنة أن تلهج بموت الفلسفة، أو باعتلالها من دون القدرة على معافاة، فإن هذا المؤتمر، وأشباهه من مؤتمرات، يأتي ليعلن جهارا بأن الفلسفة باقية ما بقي فكر لدينا نابض، وما استمر عقل في اشتغال”، لافتا الى ان “الاتحاد الفلسفي العربي”، كمرجعية متقدمة، لبنانيا وعربيا، له في مجال الحراك البحثي صولات وجولات، ليثبت أن الغلبة ستكتب لتجليات الفكر الحر، في مواجهة الظلاميين والداعشيين، من كل لون، أعداء الدين، في جوهره الحقيقي، وأعداء الإنسانية”.

وتطرق الى “اهمية الخطة الخمسية لوزارة الثقافة بعد تشكيل الحكومة: “ننظر بعين الأمل ونعلق آمالا عريضة على ما سوف نشهد من حراك فاعل واستراتيجي، جراء ما يرسم لها من مخططات واعدة، وفي مقدمتها “الخطة الخمسية للنهوض الثقافي في لبنان”، هذه الخطة التي رعى إعلانها دولة الرئيس سعد الدين الحريري في 5 تموز 2017″.

واضاف :” إذا كان لهذه الخطة أن تشهد خبوا إلى حين، لعوامل لن ندخل فيها، فإننا، في ظل الحكومة الجديدة، ومع معالي وزير الثقافة الشاب النشط والمتنور، سنسعى جاهدين إلى توظيف جهودنا، وبالتشارك مع المجتمع الثقافي الأهلي الناشط، في مشاريع حوتها “الخطة الخمسية”، انطلاقا من اقتناع لدينا راسخ، بأن التوظيف في الثقافة هو أهم الاستثمارات، وكذا في التربية والتعليم. أجل، هو أهم الاستثمارات وأعظمها مردودا، على المدى الطويل، وبما يخدم الأجيال، جيلا بعد جيل.إن هذه الخطة الخمسية التي نتطلع إلى مغادرتها الورق لتنتقل إلى الإطار العملاني، هي بارقة أمل كبيرة، ذلك أن التحدي الذي يواجهه لبنان، منذ الاستقلال، هو تحد ثقافي وقيمي، قبل أن يكون تحديا اجتماعيا واقتصاديا، وإلى آخر السلسلة من التحديات”.

وعن توصيف الوزارات وموقع وزارة الثقافة قال الصمد: “من هنا لا يستقيم الكلام على استصغار شأن وزارة الثقافة، في معرض تصنيف الوزارات بين أساسية وهامشية، بين سيادية وغير سيادية. وإذ نسفه هذا المنطق المعوج، نرى إلى وزارة الثقافة في موقع طليعي متقدم، ذلك أن الثقافة هي ما يجعلنا في قلب التاريخ، ومن لا تاريخ له، لا مستقبل له، ولقد جاء في البيان الوزاري، بما يخص وزارة الثقافة، والذي أقره المجلس النيابي، منذ يومين: التأكيد على دور الثقافة المحوري في عملية النهوض الاقتصادي والاجتماعي، في ظل ما يعرف باقتصاد المعرفة. إضافة إلى متابعة استراتيجية النهوض الثقافي في لبنان، والتركيز على المحافظة على التراث وحماية التنوع والاستثمار فيه، والذاكرة الوطنية، وتنمية الإبداعات، في المجالات كافة”.

وخص المؤتمر بكلمة “لدوره في تنظيم هذه التظاهرة البحثية الفلسفية، في ظل هذا العصر الذي يحتل فيه اقتصاد المعرفة موقعا وازنا”، وقال: “انطلاقا مما أفضنا حول دور للثقافة حاسم، على مختلف الصعد، لا يسعنا إلا أن نحيي الجهود التي يبذلها “الاتحاد الفلسفي العربي”، وسائر المنابر الثقافية ذات التوجه العقلاني، في تعزيز صمودنا الفكري، والذي سيؤول حتما إلى انتصار الخير على الشر، والنور على العتمة والجهل، بل الانتصار على كل ما يعوق مسيرتنا نحو لبنان أفضل”.

وختم بالقول: “تحية من القلب، باسم وزارة الثقافة وباسم معالي الوزير محمد داود داود، وباسمي شخصيا، أتوجه بها إلى كل من أسهم في إحياء هذه التظاهرة البحثية الراقية. مبارك للاتحاد الفلسفي العربي مؤتمره الفلسفي التاسع، وإلى مزيد من هذه التظاهرات الفكرية، ونحن لها داعمون، وإلى الشركاء جميعا، من هيئات ومؤسسات داعمة، طرابلسية وشمالية، نقول بأن لا حياة ثقافية فاعلة ما لم يكن القطاع الخاص، بقواه الأهلية الحية، شريكا مع الدولة، على كل المستويات وفي مختلف الميادين”.

اترك رد