أفلام لبنانية روائية طويلة وأفلام قصيرة متجذرة في الواقع اللبناني تتصدّر الدورة الثامنة لـ “المهرجان الدولي للفيلم الشرقي” في جنيف (12-21 نيسان 2013) من تنظيم مؤسسة “المهرجان الدولي للفيلم الشرقي” بهدف تطوير السينما والحوار الثقافي.
تتابع دورة 2013 عرض الأفلام الأصلية الأكثر تأثيرًا في الشرق والغرب، وتتضمن يعضًا من الفكاهة والموسيقى، بالإضافة إلى أفلام تتناول قضايا يعيشها الشرق، لا سيما الحراك حول الديمقراطية من خلال الثورات حيث دور السينما في إعادة السلام الاجتماعي والسياسي.
نظرة إلى لبنان
هيمنت مواضيع الحرب على السينما اللبنانية خلال السنوات العشرين الماضية، وظهرت اتجاهات جديدة في الأعوام الأخيرة تعنى، في المقام الأول، بمشاكل الشباب، فيما تأتي تداعيات الحرب في المقام الثاني. يحصر “المهرجان الدولي للفيلم المشرقي” هذه الاتجاهات في ثلاثة أفلام طويلة ومجموعة من الأفلام القصيرة المتجذرة في الواقع اللبناني، وتجمع بين الأبحاث الجمالية ومعالجة مواضيع جوهرية.
في فئة الأفلام اللبنانية الطويلة يعرض المهرجان: “كل يوم عيد” لديما الحر، “تاكسي البلد” لدانيال جوزف، “تنورة ماكسي” لجو بو عيد، “قصة ثواني” للارا سابا.
في فئة الأفلام القصيرة يعرض المهرجان: “سوداد” لياسمين غريّب، “ورائي شجر الزيتون” لباسكال أبو جمرا، “وراء النافذة” لنغم عبود، “أفترماث” لوسام طانيوس، “إلى بعلبك” لسمير سيرياني.
يتمحور فيلم “كل يوم عيد” حول ثلاث نساء لا يغرفن بعضهن البعض يستقلن الباص نفسه للذهاب إلى سجن الرجال في منطقة لبنانية نائية، وسط هذه الأرض القاحلة، سيواجهن من خلال هذه الرحلة أنفسهن بحثاً عن استقلالهن. الفيلم إنتاج مشترك لبناني- فرنسي- ألماني.
أما “تاكسي البلد” فيتمحور حول يويمات سائق تاكسي تاكسي هاجر قريته الواقعة في شمال لبنان حاملا معه ألف وخمسمائة دولار أميركي إلى العاصمة، بحثا عن حياة أخرى مع حلم لترك البلد نهائيا بعد الحصول على فيزا إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكن شاءت أقدار البطل يوسف أن يبقى في بيروت ويحبها بطريقته متناسيا حلم الغربة، ونائما في سيارته كل ليلة.
“قصة ثواني” يتناول قضايا اجتماعية لبنانية من خلال ثلاث شخصيات من خلفيات اجتماعية مختلفة لا تلتقي، لكن تتقاطع أقدارها، ويؤدي تطور واحد إلى سلسلة أحداث تتسبب بتغيير جذري في حياة هذه الشخصيات، وهي نور التي فقدت أهلها في حادث سيارة، فانقلبت حياتها رأساً على عقب، انديا التي تملك كل ما تحلم به امرأة باستثناء طفل، ومروان ابن الـ12 عاماً الذي يعيش مع أم مدمنة على الكحول وسيئة السمعة، فيهرب من المنزل ليضع حداً للأذى العاطفي والجسدي الذي يتعرض له.
أكثر من سينما
يهدف القيمون على المهرجان هذا العام،إلى تقديم لحظات فرح وترفيه عبر عروض فكاهية وموسيقية، والمساهمة في إيجاد حلول لقضايا الساعة، التطلع إلى رغبة المشاهد في الدفاع عن قضايا مهمة كحقوق الإنسان، بناء الديمقراطية ، مستقبل الثورات أو دور السينما في التهدئة الاجتماعية- السياسية، من دون محاولة إخفاء الصعوبات الراهنة في المشرق.
تجري المسابقة بين الأفلام في ثلاثة أقسام : الفيلم الطويل، الفيلم القصير، الأفلام الوثائقية، تشرف عليها ثلاثة لجان تحكيم آتية من المشرق و الغرب، وستسلم جائزتان في كل قسم: جائزة المهرجان الدولي للفيلم المشرقي الذهبية ، جائزة المهرجان الدولي للفيلم المشرقي الفضية.
أما في قسم البانوراما سيتطرق “المهرجان الدولي للفيلم المشرقي” إلى مواضيعه التقليدية وهي: المشرق في أبهى حليه، رؤى و أصوات أميركية ، رؤى وأصوات نسائية، نظرات متقاطعة.
تمت برمجة عرضين خاصين بالأطفال وذلك ظهيرة يوم الأربعاء و صبيحة يوم الأحد حول وجبة إفطار مشرقية؛ كما تم وضع برنامج مدرسي عن طريق لقاء تربوي وسينمائي بين قسمين من ثانوية مغربية و ثانوية من مدينة جنيف ، و معا سيمنحان جائزة للأطفال. في موازاة ذلك، سيقام معرض فني ، كما سيحتضن معهد الدراسات العليا الدولية والتنموية ملتقى حول : العنف، الذاكرة ، السينما. كذلك تنظم ورشات تدريبية لفائدة شباب مدينة جنيف و الشباب المغربي.