المصدر: “النهار” 19 يناير 2019 | 20:51
يصعب كثيرا نعي مي منسى بل يكاد الامر يوازي الاستحالة. هذه الأديبة والصحافية الشغوفة بمراسها حتى الرمق الاخير التي رفضت في كل ثانية من عمرها ان تستكين لموجبات الراحة رحلت فجأة ولو على سرير ضمها منذ ايام عقب حادث دماغي سرعان ما بدا قاتلا.
مي منسى العقود الجميلة والزمن الجميل والأدب والصحافة والرواية والمسرح والمهرجانات وشغف الحياة والثقافة في عز العز ماذا ترانا نجد من مفردات في رحيلها؟ ترحل بجسدها الذي قاومت تعبه وانهاكه وما استطاع منها انهاكا حتى طرحها في غيبوبة ولكن ما تركته اقوى وأجمل وأروع مما يقوى عليه دهر وزمن ووقت.
قاهرة اليأس كانت مي منسى وقاهرة الفناء وهي فراشة الفرح والتعبير والأدب والصحافية الصبية التي ظلت صبية بتألقها حتى بعقودها المتراكمة. مي منسى النهار والصحافة والأدب والتألق واللياقة والبسمة التي لا تفارق محياها ووجهها المشرق الجميل لا ننعيها ولا نملك القدرة على نعيها فهي باقية في كل من عرفها وقرأ مقالاتها وكتبها ومؤلفاتها. مي منسى القيمة الانسانية والأدبية والصحافية الكبيرة التي فقدها لبنان الليلة كأنها تومئ اليه من فوق انها برحيلها فقد معها لبنان جزءا كبيرا آخر بفقده مع كباره الراحلين
في الآتي سيرتها الذاتية:
مولودة في 20 تموز من العام 1939.
مجازة في الأدب الفرنسي.
في العام 1959 كانت أول مذيعة في بدايات تلفزيون لبنان ومقدمة برنامج “نساء اليوم” ثم برنامج “حرف في طريق الزوال”.
في العام 1969 دخلت في مجال الصحافة المكتوبة في صحيفة “النهار”، ناقدة أدبية وموسيقية. وبقيت تكتب في هذه المؤسسة حتى النفس الأخير.
العام 1986 عيّنت رئيسة تحرير مجلة “جمالك” النسائية وكانت لا تزال تعتني بجمالها حتى الآن.
من مؤلّفاتها:
العام 1972 “حكاية ناصر” عن “دار نوفل للنشر”.
العام 1998 “أوراق من دفاتر شجرة رمان”، عن “دار النهار” ترجمت إلى الفرنسية تحت عنوان Sous les branches du grenadier
العام 2000 “أوراق من دفاتر سجين” عن “دار النهار”.
العام 2002 “المشهد الأخير” عن “دار النهار”، رواية اقتبسها المخرج ريمون جبارة مسرحية قرائية.
العام 2004 كتاب مصور بالفرنسية للأولاد Dans le jardin de Sarah عن “دار النهار”.
العام 2006 “أنتعل الغبار وأمشي” عن “دار رياض الريس”. اختيرت بين خمس روايات من بين أفضل عمل روائي لجائزة البوكر العالمية.
العام 2008 “الساعة الرملية” عن “دار رياض الريس”
العام 2009 كتاب مصور بالفرنسية L’Ame pourquoi faut-il la rendre?
العام 2010 “حين يشق الفجر قميصه” عن “دار رياض الريس”.
العام 2012 “ماكنة الخياطة” عن “دار رياض الريس”.
العام 2014 “تماثيل مصدعة” عن “دار الساقي”.
رواية بالفرنسية مستوحاة من حلب المدينة المدمّرة، لم تنشر بعد. Quel est mon nom
رواية “قتلت أمي لأحيا” الأخيرة، الصادرة عن “دار رياض الريّس”.
“الغربة” الرواية التي كانت لا تزال تحت قلم الكاتبة، تشق طريقها.
إلى جانب مزاولتها الكتابة الصحافية والروائية، لها محاضرات في المجالس الأدبية والجامعات والمدارس، عن رسالة الصحافة ودور المواطن في بيئته.