في أمسية ثقافية راقية، أقيمت في صالون الحركة الثقافية في أنطلياس، وقّعت الدكتورة جيمي جان عازار كتابها الجديد “النار وأشكالها في شعر منصور الرحباني” من خلال ” أنا الغريب الآخر” و ” أسافر وحدي ملكًا”، وتحدّث فيها كل من الدكاترة: ربى سابا حبيب، جورج طراد، الياس صالح، وجيمي عازار.
طويل
قدّمت الندوة الدكتورة نجاة الصليبي طويل، التي تحدثت عن منصور الشاعر ابن أنطلياس، فقالت:
“يظلِّلُنا في انطلياس الحضورُ الرحباني، ينسابُ في عروقِها ويهفُّ مع كلِّ نسمةٍ او هبّةِ ريح، فيغمرُنا بدفءِ المواهبِ وعظمةِ الفنِّ والكتابة.
تتلفظُ باسمَ “الرحباني” فترتسمُ على الوجوهِ ابتساماتُ المحبّةِ والفخرِ والحنين وتعابيرُ الرضى والفرح. قلما حظيَ فنانٌ او كاتبٌ بهذا الاعتراف والإجماع وبهذا الايمان.
ظاهرةٌ فنيّةٌ اجتماعيةٌ ثقافية، حاصرَت كلَّ نِتاجٍ وأعلَتْ معاييرَ الفنون من التأليفِ الموسيقي والمسرحي الى الشعرِ والكتابة…
غيابُهم حضورٌ واحتفالٌ لأنَّهم فِكرة، رمزٌ ومِثال: إنهم مَشاهِدُ، عُجِنَتْ وانصهرَتْ في ذاكرةِ اللبنانيين وغيرهم من الشعوب، فغدَتْ خميرةَ يومِ الغِطاس المقدَسةَ، تفيضُ في النفوسِ أملاً ورجاءً، يستذكرونَها ويستشهدون بمقاطعِها وتفاصيلِها عندَ كلِّ مناسبةٍ من حياتِهم اليوميّة، ويُبَلسِمونَ بها جِراحهم.
تراثٌ مُتَشعِّبُ الجذورِ، متشابكُ الأغصانِ، متعددُ الألوان، قَوسُ قُزَحِ الحِكاياتِ واللُّغات، من أكثرِها شعبيةً الى أرهفِها وأدقِّها نُخبوية.
بَدتْ لي الذكرى السنويّة اليوم لغياب منصور الرحباني نداءً لدراسةِ نتاجِهِ عن كثب ولاكتشافمكامنِ موهبتِه الخاصة”.
طراد
من أبرز ما جاء في كلمة الدكتور جورج طراد :
تنطلق الدكتورة جيمي عازار في بحثها هذا من ايمان مزدوج: أولا بشاعريّة علَم من أعلام الفن الراقي في لبنان الحديث هو العبقري منصور الرحباني ، وثانيا بأنه يشكِّل ذروة اللقاء بين الموسيقى والشعر من جهة، وبين المسرح الغنائي والرؤيا الجمالية من جهة أخرى، هو الذي تخطى الفوارق وكسر الحواجز بين العامية والفصحى ليثبت ، بموهبته النادرة، أن الشاعريّة أكبر من الحدود المصطنعة التي يفتعلها المنظِّرون، وأن الإبداع الحقيقي نسْغٌ حيوي لا يأبه للوعاء الذي يحتويه. وقد نجحت الدكتورة جيمي في ابراز عبقرية منصور الرحباني في الجمع بين الغنائية الشفافة والرؤيويّة الفكرية العميقة.
صالح
وقدّم الدكتور صالح قصيدة خلّد من خلالها ذكرى غياب الشاعر منصور الرحباني:
عازار
أما الدكتورة عازار فقدمت قراءة جديدة حول الرؤيا الأنثويّة في قصائد منصور الرحباني ومسرح الأخوين وأبرز ما جاء فيها:
” البطل ما بموت، والدمّ حبر الحقيقة” ، كلمةٌ كتبها المعلّم ” منصور الرحباني” يوم أهداني الأعمال المسرحيّة الكاملة للأخوين رحباني، وها أنا ألتقيكم اليوم في ذكرى غياب الكبير منصور ، عساني أجمعُ خيوطَ مسيرةٍ رحبانيّة أدبيّة نسجتُها بسحر الرّيشةِ وولعِ القلب.
لقاؤنا في هذه الأمسية بخورُ محبّة، وعطرُ ذكريات، هي الرؤيا الأنثويّة وقد اخترتها عنوانًا لمداخلتي الليلة معرّجةً من خلالها على الثقافة الشعبيّة عند منصور الشاعر.
اختارت المرأةُ في أعمال منصور الرحباني الشاعر موقعًا مكلّلاً بالشفوف والغَنَج والحزم والقدسيّة. فالصفات الأنثويّة كلّها زخرفت مكانها بمهارة في قصائده وإن تزاحمت الأدوار أحيانًا”.