إِذا نَدَرَ الوِصالُ!    

    
نَمُرُّ، وشاقَنا مِ العُمرِ حائِلْ،             فَتَلقانا الرِّياضُ بِكُلِّ نائِلْ*
دُرُوبٌ كَم يَتِيهُ بِها دَلالٌ،                وَواحاتٌ تُوَشِّيها الخَمائِلْ

وَيَصدَحُ صادِحٌ، وَيَمُوجُ ماءٌ،       وَيَعصِفُ عاصِفٌ، وَيَمِيلُ مائِلْ
غَوانٍ تُشعِلُ الإِحساس حَتَّى          لَيَصرِفُنا عَنِ التَّفكِيرِ شاغِلْ
أَمانٍ تُزهِرُ الآهاتُ مِنها،               وأَحلامٌ تَهُونُ بِها المَعاضِلْ
يَعِزُّ بُلُوغُها فَالشَّيبُ فِينا            قُصُورٌ في المَفاصِلِ والحَصائِلْ
أَيَحدِجُنا الجَمالُ ولا يُبالِي،             وكانَ بِعِزِّ صَبْوَتِنا يُغازِلْ؟!
أَباتَ مُحَرَّمًا أَن يَستَفِيقَ الهَوَى    ــــــــــ     بِصُدُورِنا، وَيَهُلَّ قابِل؟!
إِذا نَدَرَ الوِصالُ، وباتَ شَوقٌ            يُدَغدِغُنا مَهَمَّةَ كُلِّ عاذِلْ
وقد غَفَلَ الرُّوا عَنَّا، فَإِنَّا      ــــــــــ     سَنَخلُقُ مِ الخَرِيفِ بِنا الجَلائِلْ
سَنَجعَلُ مِ القَوافِي خَيْرَ مَغْنًى            يُباهِي بِالسَّنا عِلْيَ المَنازِلْ
فَنَرحَلُ والزَّمانُ بِنا يُباهِي،             وتَحلُو الذِّكرَياتُ لِكُلِّ قائِلْ!
*****

(*) النَّائِل: الكَرَم

2 comments

  1. يقول Marleine Saade:

    يحملنا شعر موريس النجّار الى زمن القصائد المثقلة بالمعاني الجميلة والمشاعر السامية والمودّة الصادقة، فتتألّق قصيدته موشّاة بأجمل الألوان والتعابير، كنسيج لوحة تتموّج بالألوان، يرسمها بيراعه أو يحوكها فتزدهي بوشيها عاكسة لنا جمال فكره وتألّقه. قصائد موريس النجار تأتينا، في زمن أفول نجم القصيدة العمودية، كآخر عنقود في تشرين، فتمتعنا ونتمنى أن نستزيد.

  2. يقول claudeabouchacra:

    جَوابُ مُورِيس وَدِيع النَجَّار على تعليق الأَدِيبَة مارلين سعادة على قَصِيدَة “إِذا نَدَرَ الوِصال”
    شُكرًا لَكِ، أَدِيبَتَنا المُتَمَيِّزَة مارلين سعادة، على ثَنائِكِ النَّابِعِ مِن رُوحِكِ الطَّيِّبَةِ، والجارِي عَقِيقًا مِن قَلَمٍ يُدرِكُ جَيِّدًا قِيمَةَ الكَلِمَةِ، والَّذي يُتحِفُنا أَبَدًا بِمَوْشِيَّاتٍ دافِئَةٍ مُتَلَألِئَةٍ كَبَساطِ رَبِيع.
    أَمَّا ما تَظُنِّينَهُ أُفُولًا في نَجْمِ القَصِيدَةِ العَمُودِيَّةِ إِنْ هُوَ إِلَّا أُفُولٌ لِلغَثِّ مِن هذا الشِّعرِ، أَمَّا السَّمِينُ مِنهُ فهو يَفرِضُ نَفسَهُ على الزَّمَنِ. والوَزْنُ، يا سَيِّدَتِي، لَيسَ قَيْدًا بَل هو مُوسِيقَى مِن دُونِها يُصبِحُ الشِّعرُ بَيانًا جافًّا لا يُحَرِّكُ المَشاعِرَ، وهو لَيسَ ضَرُورَةً لِجُودَةِ القَصِيدَة.
    وَأُطَمئِنُكِ أَخِيرًا بِلِسانِ الشَّاعِرَةِ نازِك المَلائِكَة – الَّتِي يُقَالُ إِنَّهَا مُنَظِّرَةُ “قَصِيدَةِ النَّثرِ” الأُولَى فِي إِطلاقِهَا قَصِيدَتَهَا “الكَولِيرَا” فِي العَامِ 1947، وَالَّتي بَشَّرَت كَثِيرًا بِحَسَنَاتِهَا فِي كِتَابِهَا “قَضَايَا الشِّعرِ المُعَاصِرِ” – الَّتي عَادَت لِتَقُولَ، فِي العَامِ 1967: “أَنَا عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّ تَيَّارَ الشِّعرِ الحُرِّ سَيَتَوَقَّفُ، وَسَيَرجِعُ الشُّعَرَاءُ إِلَى الأَوزَان”.
    أَمَّا نَحنُ فَلَن نَكُونَ “رادِيكالِيِّينَ” إِلى هذا الحَدِّ ونَقُولُ: ما سَوفَ يَبقَى هو الجَمِيلُ، والجَمِيلُ فَقَط، مَهما يَكُن إِطارُهُ، والزَّمَنُ كَفِيلٌ بِوَأْدِ الحَشْوِ في جَسَدِ آدابِنا.
    صَدِيقَتَنا الكَبِيرَة
    لكِ الشُّكرُ مُجَدَّدًا مِن مُعجَبٍ بِكِتاباتِكِ عُمْقًا، أُسلُوبًا، مَضمُونًا، بَيانًا ورُؤًى!
    مُورِيس وَدِيع النَجَّار

اترك رد