ولا أزال أبتكر الأحلام (رسائل مهرَّبة) 30

      
… والحنانُ أنتِ!
تعطفين عليّ كأنّي وحيدُك. تبذلينَ حنانَ النّساءِ جميعِهِنّ، في سبيلي. لا يرتاحُ لكِ جَفنٌ، ولا يهدأ نبضُ قلبٍ، ولا يترطّب حَلقٌ، حين أنا غائب. وإذ أحضر، فالفردوسُ الأجملُ!
يا وحيدتي!
كم أنتِ ممتلئةٌ نِعَمًا تُسبِغينها عليّ! فتجعلينني طفلًا “ينمو بالقامة والنِّعمة”!
نِعَمُكِ تُميّزُني بين الرّجال. هي تُقولِبُني كما تشائين! وأنا طيِّعٌ، طَيِّع. أثقُ بكِ الثّققةَ كلَّها، فإنّ إيماني بكِ لَعظيمٌ، لَعظيمٌ جدًّا.
تأخذين وجهي بيديكِ الحافلتَين بالّلهفةِ الجائعة، كأن مرّ بنا دهرٌ ولم نلتقِ. كأنِ انقضى عمرٌ ولم نحلُم معًا. كأنّهما تتلمّسان وجهي للمرّة الأولى. كأنّهما تبحثان عن عطرٍ نادر، عن سِحْرٍ خافر، عن حبٍّ قادر.
حنانُكِ غافرٌ، وأنا كافر! حنانُك قاهرٌ، وما أنا بقادر!
بمحبّةٍ وتسامح وابتسامة رجاءٍ تسامحين ضَعفي، فأنا عاجز عن أن أحبَّكِ قدْر ما تستحقّين. لكنَّ قلبي لا يحتمل مقدار ما أريد. أكفر به! كيف، يا قلبُ!؟ ما بك؟ من زمان وأنت تستعدّ، فكيف لا تزالُ مُقَصِّرًا!؟ وأسامحُه، قلبي. فهو يَعجزُ عن الَّلحاق بِتَساميكِ!
ويقهرُني حنانُكِ! أعجز عنِ السّموّ إليه. يُحَلّقُ، حَنانُك، وجَناحايَ هزيلان!
وحيدتي! حَنانيكِ ساعديني! أستأهلُ أن أحبّكِ قدْرَ ما أحلُم! قدْرَ ما تستأهلين!

(ألأربعاء  1- 4- 2015)

اترك رد