“صهيل النّور”

   
يا منِ امتطيْتَ صهوةَ الغَمامْ
تواريْتَ وراءَ صهيلِ النُّورِ المتوالدِ

من أرحامِ الانتظارْ
يعومُ ظلُّكَ الوَضَّاءُ
على جبينِ السِّدرِ
كالقمرِ المثلومِ بأدمعِ الشِّتاءْ !
بي نشوةٌ من خمورِ الجمرِ
في مواقدِ الروحِ المستعرةِ
وأنسجةُ مواويلَ شغوفةٍ
تدلَّتْ من عناقيدِ السَّماءْ !
إن عدْتَ من وراءِ السُّحْبِ
تُخمَدُ نيرانُ الشَّوقِ
ويتناثرُ الرَّمادُ كالهباءْ
أتوسَّلُ إليكَ…
إبقَ هناكْ …!
دعْ كؤوسَ الأماكنِ مترعةً
من كوثرِ أريجِ الذِّكرياتْ
وأوتارَ اللَّهفةِ الشفيفةِ
تغازلُ الضَّوءَ كالفراشاتْ
دعِ الحلْمَ المتندِّي بالفرحِ
 يعمِّدُ براعمَ التأمُّلِ
فيزهو الرَّبيعُ
في اللَّيالي الشَّهباءْ …!
كلَّ صباحٍ …
العنادلُ تهتفُ باسمِكَ
همساتٍ على نوافذِ الفجرِ
كسلسبيلٍ تدلَّى بتحنانٍ
ليرويَ ظمأ البيداءْ !
تخامرُني الشُّكوكُ المخبَّأةُ
في أقبيةِ صمتِ السِّنينْ
أخاتلُ وحدتي السَّكرى
وأحتسي  نبيذَ الحنينْ !
إن عدْتَ لي
 رحلْتَ منِّي
في اليقظةِ موتٌ
والأسطورةُ حياةْ …!!!
**
(*) من ديوان ” نفحاتٌ من جليدٍ ونار “.

اترك رد