النوع الثامن (النصّ العاميّ)
يقوم النوع الثامن (النصّ العاميّ) على ثلاثة أسس، هي: اللغة المحكية، الصور الشعرية المتراكمة في نص نثري، استخدام أقل قدر ممكن من القوافي في النثر.
وقد أطلقت هذا النوع في أستراليا أواسط عام 2017، ومنه هذه القصيدة التي أهديها إلى وردة عمري الغالية:
يا وردة عمري الغاليه، بخاف عليك من الشتي، وهدير الإيّام، بخاف عليك من ناطور الليل لا يقطف زرارك. والليل طويل ما بيخلص، متل الحبر عالسطر والكلمة اللي بعد ما كتبتا، ولا قلتا بمطرح. خبّرني حدا إنو خيّاله جايين من مدينة بعيده، ويمكن ياخدوك عا بلاد خلف السهل، ويصيرو دموعي بحيره، وإنتي ما ترجعي… وأنا مين لو رحتي… وعطيوك قصر ودهب غالي؟ أنا من بعدك شمعه، دمعه ورا دمعه… وما بيعود القمر يطلع بالليالي.
يا هالمرا الوحيده، رسمتك عالمفارق، عا ورق الشجر، عالمقعد العتيق. وكنت أنا وزغير فكّر فيكي وما لاقيكي. كنت شوفك بالنجمه الصبيّه، وكنت إسمعك بالغنيّه. وكبرتْ، وكل يوم كنت إشتري خيط من بيّاع النطره، تا خيّط هالبلوزه الحمرا. وإعطيك ياها بالعيد. وبتذكّر وقت اللي ضحكو عيونك. وبهاك اللحظة الغريبه، سمعتك عم بتقولي: إنت حبيبي.
قدّيش بدّي إكبر مع غيابي، ودّيلك رسايل مع طيور الغابه؟
وشو صعبه الكلمه تصير جرح عا كتاب، وشو طويل الانتظار عا طريق، والناس تأخّرو. قولِك أي متى رح قلّك وتقولي… يا فرحي بالطفوله؟ وشو تمنّيت شي مرّه إحكيلك عن أسراري. سبقتني المواعيد وضلّيت أنا والسهر وحيد… ومنشان تعرفي ساكن وين، كتبت عالباب: هون بيتي أنا والضجر والنسيان، هون ساكن حدا ما إلو عنوان.
قولك نحنا منحبّ؟ أو نحنا التقينا متل البحر والمراكب، هالبحر بيبقى، بيروح وبيجي متل ضحكات الولاد، متل غضب الإيّام. والمركب بس يطلع من الموج ما بيعود مركب، بيصير حكايه قديمه وذكريات السفر والعواصف.
أنا وإنتي قصّة حبّ غميقه، بكتاب الحقيقه. أنا وإنتي برج عالي ما بينحني… تا تخلص الدني.
اعطيني موعد زغير، ولو صدفه، تا إحكي شي نتفه. كلمه كلمتين وقلّك: بخاطرك. حرام ما إتعلّم الحروف، وما صلّي قدّام عيونك. وأنا شو أنا غير الحكي اللي بقلبي؟ وقلبي صرلو شهور مقهور… وما بيطلع من العلبه.
مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابية” للأدب الراقي – سيدني 2018