مساء التاسع والعشرين من تشرين الأوّل 2018 غصّت قاعة عصام فارس في جامعة سيّدة اللويزة (حرم زوق مصبح) بالضيوف الآتين من كلّ صوب لحضور حفل توزيع المكافآت على الفائزين في الدورة الثالثة من “مباراة تلامذة المدارس” لنيل “جائزة كمال يوسف الحاج في الإبداع الفكريّ”، وهي برعاية “بيت الفكر- أَسَسيّة كمال يوسف الحاج” بالتعاون مع “مؤسّسة الفكر اللبنانيّ”، أحد المراكز البحثيّة في جامعة سيّدة اللويزة.
كانت مباراة الدورة الثالثة قد جرت في السابع من نيسان الفائت، بين جدران معهد الرسل في جونيه، حول موضوع عنوانه “الإيمان والعقل”. وقد شارك فيها، على مدى أربع ساعات كاملة، مئة وواحد وتسعون شابًّا وشابّة يمثّلون صفوة تلامذة المرحلة الثانويّة في ثمان وعشرين مدرسة، رسميّة وخاصّة، موزّعة على جميع المناطق اللبنانيّة. وكان المشاركون قد تسلّموا نصّين اختياريّين بقلم كمال يوسف الحاج حول الموضوع أعلاه، مع أسئلة تحفيزيّة، لحملهم على انتاج دراسة إنشائيّة إبداعيّة خاصّة بهم من وحيهما. فروحيّة هذه المباراة، الرائدة في عالم التربية اللبنانيّة، هي دعوة النشء الطالع الى التفلسف بنفسه بعد التعمّق في بعض الكتابات الفكريّة للفيلسوف الحاج.
اللافت والجدير بالذكر أنّ عدد التلامذة المشاركين في هذه الدورة قد ارتفع بنسبة ثلاث مرّات عن الدورتين السابقتين، وأنّ عدد المدارس المشارِكة قد ازداد بنسبة أكثر من مرّتين عن الدورتين السابقتين، بحيث شكلّت هذه الدورة الثالثة نقلة نوعيّة باهرة في تاريخ “جائزة كمال يوسف الحاج في الإبداع الفكريّ”.
المكافآت هي “ميداليّة اليراعة المبدعة” لحائز المرتبة الأولى، و”ميداليّة اليراعة المُجيدة” لصاحب المرتبة الثانية، و”ميداليّة اليراعة المشرقة” لحامل المرتبة الثالثة. كما يتسلّم كلّ فائز مبلغًا ماليًّا سخيًّا وشهادة فوز رسميّة. أمّا المدارس الّتي ينتمي إليها الفائزون الثلاثة فتربح لمكتبة المدرسة نسخة-هدّيّة من مؤلّفات كمال يوسف الحاج الكاملة.
وقد وزّعت أيضًا، للمرّة الأولى ابتداء من هذه الدورة، ثلاث مكافآت تقديريّة إضافيّة، حملت اسم “جوائز التميّز”، لتلامذة مشاركين انطوت دراساتهم الإنشائيّة على سمات إبداعيّة جديرة بالتقدير. كما وزّعت للمرّة الأولى شهادة “اليد البيضاء” على مربّين وإداريّين جاهدوا بشكل حاسم لإنجاح المشاركة في دورات الجائزة على مرّ السنين.
بعد كلمات في حفل توزيع الجوائز لرئيس الجامعة المضيفة، الأب بيار نجم، ورئيس مجلس أمناء الجهة الراعية للجائزة، الأب العامّ مالك أبو طانوس، ورئيس هيئة التنظيم الإداريّ لدورة 2018 الثالثة، الأستاذ يوسف الخوري، وفيلم وثائقيّ كامل حول مجريات هذه الدورة، وعرض عامّ من د. سلطان ناصر الدين، العضو في هيئة التنظيم الإداريّ، لمواصفات دورة 2019 الرابعة وموضوعها (“الفلسفة والتربية”) وتوقيتها (6 نيسان 2019) وكيفيّة التحضير لها، أُعلنت أسماء التلامذة الفائزين في دورة 2018 الثالثة، فجاءت كالآتي:
– المرتبة الأولى: آية كرم الحَسَنيّة من الثانويّة الوطنيّة – حاصبيّا (ثلاثة ملايين ليرة لبنانيّة)
– المرتبة الثانية: جوانا فادي كامل من معهد الرسل – جونيه (مليونا ملايين ليرة لبنانيّة)
– المرتبة الثالثة: ديما ماجد زيدان من ثانويّة العباديّة الرسميّة (مليون ليرة لبنانيّة)
– جائزة تميّز: أليس جان الصقر من ثانويّة زحله الرسميّة (نصف مليون ليرة لبنانيّة)
– جائزة تميّز: عادل منير مراد من ثانويّة تنّورين الرسميّة (نصف مليون ليرة لبنانيّة)
– جائزة تميّز: شذا كميل مسعود من الثانويّة الوطنيّة – حاصبيّا (نصف مليون ليرة لبنانيّة)
كما منحت شهادة “اليد البيضاء” للإدارّية في “مؤسٍّسة الفكر اللبنانيّ” الأستاذة بولين نهرا وللمربّيتين الأستاذتين كارولين غسطين وحبّوبة سيقلي بو نافع.
بعد توزيع المكافآت على مستحقّيها وشهادات المشاركة على التلامذة والمدارس، كان مسك الختام كلمة مرتجلة من أبرز الحاضرين في هذا الحفل، الأديب والوزير السابق الأستاذ إدمون رزق، الّذي استذكر كمال يوسف الحاج الفيلسوف معلّم الأجيال، والمبتكر اللغويّ، والمدافع عن مكانة اللغة العربيّة في الذات اللبنانيّة، وكتاباته السامية في إرساء رسالة لبنان التوفيقيّة بين المسيحيّة والإسلام.
كما حضرت الحفل، باسم جامعة الروح القدس- الكسليك، البروفسورة هدى نعمة، أستاذة “كرسيّ كمال يوسف الحاج للفلسفة اللبنانيّة”، وهو أوّل كرسيّ جامعيّ من نوعه في العالم لتعزيز الأبحاث والدراسات حول الفلسفة اللبنانيّة ولنشر مادّتها في البرامج الجامعيّة والمدرسيّة.
بعد اختتام الحفل الرسميّ تبادل الحاضرون، ضيوفًا وتلامذة ومدراء مدارس ومربّين وأهلين، نخب المناسبة.