حارتي…

  
أشتاق أحاسيسي إلى أماكن طفولتي
إلى سريري الذي كنت أتشاركه مع أخي الذي رحل باكرا

إلى لعبتي التي كنت أصنعها من القماش
الى تسلقي الشجرة لأقطف منها الزهر لأصنع منها أساور وخواتم وعقد
لقشرة الليمون أمسدها وأصنع منها العجب
إلى صبيان الحارة
إلى لعبة الغميضة
إلى اللقيطة في عتمات الليالي
إلى أصوات الأمهات
أقف اليوم حزينة أنظر إلى الأماكن كل شيء تغير
الا جارتنا العجوز التي تنزوي بكرسيها تعد الساعات والايام لرحيلها تنظر إلى الفراغ بسكون ووجل
حارتي كلنا عنها رحل
أتأملها ولا أعرفها
أغمض عيني فأراها
أسمع أصواتنا وضحكنا ولهونا
أميز كل صوت من أصوات بناتها وصبيانها حتى أصوات الأمهات والباعة التي تمر بها
أرى حجارتها العتيقة الساكنة التي تكفهر فيها الوجوه
وجوه جديدة لا أعرفها ولا تربطني بها صلة
فتغرق عيني بالدموع مع تنهيدة تخرج من حنايا قلبي متأسفة على ما آلت إليه حارتي
فانفض عني الذكريات وأطويها أخبؤها في دفاتري لأعود إليها كلما شدني الحنين إلى أيام عبرت من طفولتي

اترك رد