شهد مسرح الوادي المقدس محطة ثقافية تراثية مميزة لاقت ترحيباً لدى جمهور واسع غير منتظر تمثلت بسهرة زجلية تراثية استوحت الوادي المقدس وحديقة البطاركة عزفاً وغناءً وزجلاً شعبياً. أحيا السهرة فنان التراث اللبناني ناصر مخول عازفاً على كل آلات هذا التراث من الناي والمنجيرة والمجوز والربابة ونحيلة القصب وصولاً الى أحدث ابتكاراته من آلات آلة صنعها من أخشاب قنوبين أطلق الحانها للمرة الاولى في تلك الليلة الجميلة منحدراً بها الى أعماق قنوبين ومرتقياً من الاعماق الى فوق.
زجل “بطريركي”
أما الزجل فأحياه الشاعران انطوان سعادة ومنذر خير الله وتمحور بألوانه المتعددة حول تاريخ البطاركة ومسيرتهم الروحية والوطنية، وحول رمزية حديقة البطاركة وابعادها التاريخية والثقافية، وحول روحانية وقيم قنوبين وأرز الرب. ومن المقاطع الشعرية المعبرة:
“من مار يوحنا مارون للراعي لْ مرفوع جبين
لا تغير طهر الميرون ولا بتتغيّر قنوبين”
***
“يا الديمان بكل مجال جواهر تاجك معقودي
ما بخاف ع بلادي ما زال الارزة عليك مسنودي”
الاباتي أنطوان ضو نقل بركة البطريرك الكردينال الراعي الى الفنانين. وقال: انها ليلة زجل بطريركي في حديقة البطاركة، بثتنا صوراً وأشواقاً من شعر العشق الالهي لسيدة قنوبين.
وكتب جورج عرب: استعدنا الليلة بحنين ولوعة أشعار الوطن والارض والمرأة الام والحبيبة والضيعة والبيدر والقطيع والينبوع مثال القلوب…وكلها مظللة بأصوات الاجراس وأغنيات الماء والعصافير.
وفي السهرة أيضاً كان استحضار لشعراء زجل شعبي من الديمان أحيوا حفلات نادي الضيعة وأخرى في اوستراليا وهم الراحلون مجيد بو حبيب، جورج رومانوس غصن وطوني عرب، ومنهم يوسف رومانوس غصن، ويوسف بو سليم غصن الذي ألقى قصيدة رحب فيها بفناني السهرة كأنها صدى لاصوات رفاقه الطالعة من الماضي الجميل.