أقيمت على مسرح الوادي المقدس، المحطة الثقافية الثالثة من “السنوية الخامسة عشرة لحديقة البطاركة”، تم خلالها تقديم الجزءين السابع والثامن من سلسلة “البطريرك صفير حارس الذاكرة” للناشر الزميل جورج عرب، الصادرين بدعم من غسان جوزف خوري.
حضر اللقاء النائب البطريركي العام المطران حنا علوان ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، غسان بريص ممثلا رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، النائبان ديما جمالي وجورج عطا الله، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، المدير العام لوزارة الاشغال المهندس مطانيوس بولس، السفيران السابقان جورج خوري وأنطونيو عنداري، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا الزعني خير، رؤساء بلديات بقرقاشا وطورزا وكفرزينا سليم ابي تامر والياس انطونيوس وتادي نادر، رئيس جامعة العزم الدكتور فريد شعبان، نائب رئيس جامعة AUT مرسيل حنين، مدير مكتب النائب السابق جبران طوق حنا طوق، منسق حزب “الكتائب” في قضاء بشري روي كيروز، روي عيسى الخوري، المطران مطانيوس الخوري، مأمور نفوس قضاء بشري جان ايليا، امين عام رابطة قنوبين المحامي جوزف فرح، وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات وأبناء الديمان والجوار.
ريشا
أدار الندوة عضو مجلس امناء رابطة قنوبين المهندس عبد الله ريشا، فقال: كتاب “حارس الذاكرة” (الجزء الثامن) سلسلة وثائق ومحاضر سرية كتبها البطريرك الكاردينال نصرالله صفير، وثائق كشفت الكثير من أسرار متعلقة بتاريخ الكنيسة ولبنان لمدة خمسين سنة منذ 1960 تاريخ سيامته أسقفا حتى العام 2000، الجزء الثامن يغطي الفترة بين 1992 حتى سنة 2000 حول المسار الوطني بعد إتفاق الطائف، ومعارضة الكنيسة للوجود السوري الذي كان البطريرك أول من بادر إليها. وغبطة البطريرك يسلم هذه الوثائق الى الصديق الأستاذ جورج عرب عربون تقدير وثقة. حارس الذاكرة: وثائق لنتذكر ضرورة وواجب إسقاط مفهوم حارة النصارى وحارة المسلمين في الوطن، وأن نعي أن لبنان ننجزه معا، أو لا يكون”.
ضناوي
ثم كانت مداخلة لمديرة العلاقات العامة في جامعة “العزم” نسرين ضناوي تناولت فيها المسار الذي اعتمده البطريرك صفير في دفاعه عن حق لبنان بالسيادة والاستقلال وعن حقوق اللبنانيين في العدالة والعيش الكريم. وعرضت وثائق من الكتابين تتصلان بهذا المسار. وتطرقت الى العلاقة التي تجمع مؤسس جامعة العزم الرئيس نجيب ميقاتي بالبطريركية المارونية. وشددت على أهمية “نهج الوسطية والاعتدال ونبذ كل تطرف وتعصب وانفلات لان لبنان لا يقوم الا بروح الانفتاح، ولا رسالة حضارية له سوى رسالة الحوار والتلاقي”.
وأشارت ضناوي الى “تصميم جامعة العزم على اطلاق مبادرات حوارية مع الهيئات والمرجعيات الروحية والزمنية هادفة الى توسيع المشترك وتعزيز فرص البناء معا وخصوصا على مستوى الحوار المسيحي الاسلامي”.
خوري
ثم كانت مداخلة للسفير خوري عن “مشروع الدولة الذي ناضل في سبيله البطريرك صفير ويكمل مسيرته البطريرك الراعي”. وعرض محطات عايشها مع البطريرك صفير لاحداث مفصلية من تاريخ لبنان خلال توليه مديرية مخابرات الجيش اللبناني ومهام السفير لدى الفاتيكان.
وقال خوري: “اذا عدنا الى المسار الذي قطعه مشروع قيام الدولة منذ عهد الاستقلال حتى اليوم، مرورا بتلك المفاصل التاريخية التي هددت هذا المشروع وأعاقته وكادت وتكاد تطيح به، فاننا نرى في البطريرك صفير ذلك القائد الروحي والوطني الذي آمن بمشروع الدولة، وسعى اليه، وناضل وتحمل في سبيله من غير ان يدرك هذا المشروع نهاياته السعيدة حتى الآن. واستنادا الى أوراق مذكراته والى أوراق ذاكرتي وقف البطريرك صفير مذ كان مطرانا، نائبا بطريركيا، في مواجهة قوى الامر الواقع التي بنت نفوذها على حساب الدولة”.
الضاهر
ثم تحدث الوزير السابق الضاهر عارضا وقائع أحداث عرفها عن كثب الى جانب البطريرك صفير، منها اللقاء الاول الذي جمع البطريرك صفير بالرئيس رفيق الحريري بالاضافة الى لقاءات للبطريرك مع مسؤولين فرنسيين. وقال: “لقد كان البطريرك صفير في كل ذلك مرنا منفتحا، مؤمنا بالحوار ومتمسكا بالثوابت. فلم يكن يقدم على مواقف ارتجالية تعرض روابط العلاقات مع الاطراف الاسلامية لاي اهتزاز أو تهز العلاقات اللبنانية الفرنسية أو سواها، حتى حين بدا وزير خارجية فرنسا السابق دي فيلبان مؤيدا المعاهدة اللبنانية السورية”.
جمالي
من جهتها، استرجعت النائبة جمالي صفحات من علاقات جمعت عائلتها مع البطريركية والوادي المقدس، وقالت: “ان الاختلاف في شؤون يومية ادارية وسياسية وأمنية لم يهز يوما التفاهم التام الذي كان قائما بين البطريرك صفير والرئيس رفيق الحريري على النظرة الموحدة للموضوع الوطني المتصل بالوجود والكيان. ولقد أشارت المذكرات بوضوح الى هذه الحقيقة، وتجلت ساطعة يوم جاء الرئيس الحريري صرح الديمان هنا في 26/7/1994 “معترفا” بأسرار وأسرار”.
عطا الله
وقال النائب عطا الله: “يأخذك “حارس الذاكرة” الى سرد يومي تفصيلي يجعلك تعيش الحالة وتتأكد معها أننا في غالبيتنا لم نتعلم من دروس الماضي واننا نكرر معظم أخطائنا بحق ناسنا وحق وطننا، اذ ترى ان التاريخ يكاد يعيد ذاته ناشرا أوراقه القديمة مضبطة اتهامية لما فعلناه ونكرر فعله اليوم، والانكى اننا لم نستطع الاتفاق على كتابة تاريخنا الموحد كأننا قوم رحل في أرض ليست لنا”.
وتابع: “وفي المحصلة للكتاب ولكاتبيه وجه وطني روحي تاريخي، فالى جانب السرد التاريخي والدقيق للاحداث تجد ان الكاتب المدون قد أضفى من روحانية البطريرك صفير على الاحداث شيئا من عنديات الله المنسكبة على راعي الرعية حارس الذاكرة. فأتاك الكتاب جامعا بين ضفتيه التاريخ والتوثيق والسياسة المغطاة كلها بروحانية استقاها الحارس ومدون خطواته في حلهما وترحالهما في أرض الوادي المقدس”.
علوان
وختاما، كانت كلمة المطران علوان نقل فيها بركة البطريرك الراعي وتقديره لهذا “العمل الثقافي الكبير”، وقال:
“تشكل مذكرات البطريرك صفير ظاهرة غير شائعة لجهة دقة تفاصيلها ولجهة توقيت نشرها. وتوقيت نشر هذه اليوميات وصاحبها وأبطالها أحياء مسألة دونها تساؤلات لا جواب عليها سوى شجاعة كاتبها وارتياح ضميره الى ما كتب. لقد عكس البطريرك صفير في ما كتب جملة ثوابت البطريركية المارونية الوطنية المتعلقة بوحدة لبنان، وعيش أبنائه الواحد، واستقلاله وسيادته، ونظامه الديموقراطي الذي يكفل الحريات العامة والفردية، ومساواة اللبنانيين امام القانون، وعلاقات الاخوة وحسن الجوار مع سوريا على قواعد السيادة والاستقلال التامين”.
عرب
بعد ذلك شكر الناشر عرب المتكلمين والحاضرين، وكان عرض لمجموعة من الوثائق الهامة الواردة في الكتابين.