والآنَ .. ابتسمي
أو .. أطيرُ إليكِ! !
سأشكوكِ لحفيفِ ثوبكِ،
لعطرِكِ
أوللوحةِ المساءِ الشفيفِ .
فلا ترتجلي هيامي
وانظريني
حتى أذوبَ
في مسامِ روحك
سأقرؤكِ مساماً .. مساماٌ
أم سأضيع في خطوط روحكِ
وكم سيلزمني من الزمن
حتى أحصيَكِ ؟
من قصيدة للشاعر والناقد السوري يوسف اسماعيل شغري، من ديوانه {تميمةُالرماد} (ص. 17– 18).
الليل يمطرك بي ، عنوان يحمل من عمق التعبير زخات المطر المنعشة، ونفحات الروح التي تطير مع اشواق المطر التي تبتسم ، يتميز الشاعر هنا في هذه القصيدة بالحكمة والحنكة في التعبير، حيث يستعمل التناقض في الشكوى من الحبيب، حيث يشكوها لثوبها وعطرها، هذه الادوات الاقرب والاحب لها، حتى يجعلهما أداة للتقرب اليها اكثر، ثم يعود ويشكوها للوحة المساء الشفيف، حتى يسافر بمشاعره في مسامات روحها الشفافة، ثم يقرؤها مساما مساماً ليبقى الهيام يسري في كل نقطة من روحها …
قصيدة { الليل يمطرك بي } تشبه قلب الشاعرالموحش الذي يؤكدعلى الدفء، وعلى نشوة تنفجر في أي لحظة لاستكمال الحلم الجميل، لغة القصيدة فيها من السهل الممتنع، وفيها ايضا خيال تصويري لجمال الليل الخفي الحالم بالأدوات الشاعرية الجميلة، التي لا تفارق الشاعر وتسكنه حتى يبدع في جمال الليل الذي يفتح ذراعيه لأجمل العبارات التي تولد قصيدة حبلى بالفرح وأيضا بالتناقضات الفكرية التي تكمل القصيدة .