جلّاد

  
تاهَ شعري، ضاعَتْ كلماتي
ما بينَ شكِّكَ وعمقِ آهاتي.

ما لقلبِكَ يقسو وينكرُني؟!
يطعنُني ويشكو من طعناتي!
سقيتَني حبًّا روّيتَ بهِ عطشي،
وما أمسيْتَ حتّى اقتلعتَني من ذاتي!
رميتَ حِرْمًا عليّ عجيبًا
أيبسَ جذوري وأذبلَ بسماتي!
ما لقلبِكَ لا يحلو لهُ فرحٌ
وكأنّي به يكرهُ المسرّاتِ؟!
ويبحثُ عن جُرْمٍ يُقصيني بهِ
لينعمَ بجرحِهِ وعذاباتي!
آهِ من حبِّكَ وخصائلِهِ،
يهوى، ويعشقُ، ويعِدُ بالآتي
جنّةً لا دنيا، بما تحويهِ
من فرحٍ وسعدٍ وملذّاتِ…
وبرمشةِ عينٍ يجافي ويبتعدُ
لا شيءَ يردعُهُ حتى تنهّداتي.
ألأنّكَ الدنيا تقسو وتطعنُ،
كدنيا الناسِ الموبوءة المدمّاةِ؟!
أمْ أنَّ فيكَ هوًى للحزنِ،
وإذكاءِ الوجعِ في جراحاتي؟!
قد كانَ صدرُك لي ملجأً
لديهِ أهرعُ فيحضُنَ خلجاتي،
فباتَ الجلّادَ، المرهوبُ قربُهُ،
يرمي عليَّ حكمَهُ كالسياطِ!
(22- 11- 2017)

اترك رد