ولا أزال أبتكر الأحلامَ! (رسائل مهرَّبة) 16

     

… ولم أتتبه كيف تلاقينا: حلمي المُتَوَهِّجُ بكِ، وذكرى ألهبتني في حينه، وأنتِ البدوت، من رؤيتي الأولى، وحيدتي الوحيدة!

وافترقنا مترافقَين، كلٌ إلى مكانه، تلك الأمسية. ظلّت عيناي تراقبانك تتّخذين مقعدَك محاذيًا، إلى يساري. ظننتُك قلتِ لي، بل لعلّني سمعتُكِ تهمسين في نفسك باتّجاهي: أريدكِ إلى يميني!

كنت تختلسين النّظرَ إليّ. تفرح عيناكِ. تبتهِجُ نفسُكِ. تحتلّك السّعادة.

وأنا؟ منبعها السّعادةُ!

رأيتُنا فضنا حبًّا لكِ، لي، لنا!

وقمنا إلى المِنَصَّة، كلٌّ في لحظته. كان كثيرون قد قرأوا.

كانت قراءتُك مُغايِرة. شفيفة، بل أثيرية. تفاعل معها الجمهور. فرحتُ كأن أنا مَن قرأ. عمقت عيناي. احترّت شرايين دمائي. كنتِ النّور أبهر!

وإذ نودي باسمي، لم أسمع! كنت مستغرِقًا فيك.

كرّرت المُقدِّمة الغَنوجُ اسمي. غمزَتْني عيناكِ أن قم!

أفرغتُني منّي، ملأتُني بكِ، وقمتُ.

أذكر: كانت قصيدتي: “أبي قربانة الفصول”، وكان انقضى على انتقاله سنوات خمس. أنهيتُ فطولبت بثانية. اِلتفتَ قلبي إليك، أشار برأسك أن بلى! اِبتسمت شراييني وقرأت: “غيمة الأسرار”، وكانت لك. و”فهمتِني”…

تذكرين ما همستِ لي به!؟

لا!؟ اقتربتِ من قلبي، وكان قد أصبح في عينَيَّ على وجهي، بحميميّةٍ ذاهلةٍ وَشْوَشْتِني، ودفء: “وبتبقى الأمير”! وانسحبتِ!

سَكنْتِني!

ألاثنين 2- 3- 2015

 

اترك رد