«شو صعبي يتكرّم الشاعر وهوّي مش موجود»
دار وجّو تَ ما شوف عينيه كيف تغيّرو،
… وسكت.
٭٭٭
هيدا كان آخر كلام سمعتو من إميل مبارك بـ حفلة إحياء ذكرى الشاعر أسعد الخوري الفغالي (شحرور الوادي) بـ 12 حزيران 1966.
يعني
من 52 سنه، وبـ التحديد بـ متل هـ النهار 12 حزيران 2018.
يوما، كنّا بـ اسم «عصبة الشعر اللبناني» عم نستقبل المدعوّين ع الاحتفال بـ قاعة وزارة التربيه الوطنيّه – بيروت.
بعدها؟
رجع إميل عَ زحله.
رجع وكأنّو كان عارف ما بقى في بـ المحبره حبر. ولا في بـ دفترو مساحه بيضا لـ آخر قصيده قالوها رفاقو، بسّ…
بسّ، هوّي ما سمعا
ولا عرف مين ودّعو.
٭٭٭
قاسي وداع شاعر، وما يلمح مين الـ عم يلوّحلو بـ الضيعه الـ سكنتو، أكتر ما سكن فيها.
الضيعه الـ ألهمتو أجمل الشعر، الـ توّجتو مميّز بين كلّ الشعرا رفاقو، والشعرا الـ إجو بعدو.
يومها،
الدمع سَبَق تلويحة اللهفه، وسّع التراب مطرح لـ الجايي ينزرع فيه قصيده جديده، ضلّت ناقصه بـ كتاب «أغاني الضيعه».
٭٭٭
اللقاءات مع إميل مبارك كانت تنعدّ عَ الصبيع.
هوّي بـ زحله، ونحنا بـ بيروت.
– «أفّ شو صعبه النزله عَ بيروت»
يقلنا قبل ما يسلّم ويمسح جبينو بـ كفّو.
والـ يتجرّأ ويقلّو ختيرت، تلحقو المسبّه لـ آخر العمر.
بـ كلّ لقاء كان رئيس العصبه الشاعر أسعد سابا يتمنّى عليه يكون بـ اللجنه الإداريّه.
ما يخلّيه إميل يكفّي الطلب:
– «… انتو مطرحي، أنا شاركت بـ التأسيس سنة الواحد وخمسين… رفاقنا بهـ المرحله ما عادو موجودين… صارو صور ع الحيط، بشوفا بحسّا عم تـ تطلّع فيي، عم تقلّي شو جايي تعمل هون… الوقت الـ بدّك تضيّعو عَ الطريق كتوب فيه قصيده».
ولمّن نسألو: «عم تكتب جديد»؟
يهزّ بـ راسو، يضرب كفّ بـ كفّ، وكأنّو قال كلّ شي.
٭٭٭
الـ عرفو إميل مبارك عن قُرب كانو يلمحو بـ عينيه حبّو لـ الجمال، ويلمحو مسحة حزن ما بيساعا الكلام.
لمّن ينحشر بْـ جواب، ينده قرّاديّه من «الدفتر الممنوع» ويقولها نقطه عَ آخر السطر.
… ويضحك قبلنا
يدير وجّو عنّا، ما بدّو حدًا يعرف إنّو الطرافه الـ كان ينوصف فيها، ما كانت تكتمل إلاّ بـ النقد.
النقد القاسي… الجارح لـ: المجتمع، السياسيّين، الشويعريّين الـ عم يعربشو عَ سلم الشهره، ومعهن بطاقة توصيه من متنفذ… أو… من صاحبتو.
٭٭٭
حكاية إميل مبارك مع رجال السلطه، كان فيها كتير من الوجع الـ داقوه معظم رجال: الأدب والشعر… ولـ اليوم ما تغيّر شي.
ولا رح يتغيّر شي.
الأدب والشعر تهمه لـ مجموعه زغيري بتعيش جوّات الحلم مش برّاتو.
٭٭٭
بيقول بولس سلامه الـ أصدر كتاب زجلي سنة 1946 بـ ولاية ميشيغن، عنوانو: «زاويه من لبنان»، بيقول:
«أنا حاولت صوّر الحياة اللبنانيّه لـ المغتربين، بس إميل مبارك نقلها مجسّده بـ شعرو الـ بياخدنا من قلبنا، مش من ايدنا عَ «الجلّ الـ فوق الجلّ»، منسمع منجيرة الراعي هيي والشمس عم تغيب نكايه بـ القمر الـ كان يتنقوز عليا.
٭٭٭
إميل مبارك
عم نحتفل اليوم بـ الذكرى الخمسين لـ ولادتو التانيه بـ عينطوره
… اطلّعو بتمثالو بتلمحو ابتسامتو، بتسمعو صوتو عم يقرا معكن:
«ضيعتنا غامرها النور».
***
(*) ألقيت في الاحتفال بـ صدور «أغاني الضيعه» وإقامة تمثال له. عينطورة 16- 6- 2018.