أعترف: رأيُكِ مُصيبٌ، نظريًّا. لكنّ النّظريّ سهلٌ، وتكمن الصّعوبةُ في التّطبيق. فأن تُحدّدَ الفنّ، كلاميًّا أسهلُ من ممارسته، مهما امتلكت الموهبةَ والأدوات.
سهلٌ جدًّا أن يُقال إنّ الألمَ طريقُ الإبداع في أيّ فنٍّ جميل، كما في الأدب، أوالرّسم، أو الموسيقى أو النّحت أو الرّقص، أو… لكنْ: كيف يستطيع الفنّان المبدِعُ أن يُنتِج، وهو قَلِقٌ غيرُ مستقرٍّ!؟ ألا ينبغي أن يكونَ مطمئنّا، بل في ذروة الطّمأنينةِ، لا شيء يُقلِقُه، أو يُزعِجُه، أو يُشَتِّت ذِهنَه، ما يُفقِده تركيزَه، فيضيع التّصميمُ والتّسلسُلُ والتّرابُط، كما تضيع الفِكر والصُّوَر، ِفلا يتكوّن، نتيجة ذلك، أيُّ فَنٍّ!!
يا الحبيبة!
إنّي أؤمن، وبوضوح، بأنّكِ العاشقةُ المُقدِّرةُ المخلِصةُ الهَيْمى! لكنّي أتألّم! هل تشائين ليَ الألم، وإن هو طريقٌ إلى السّماء، بما يفترضُ من تطهيرٍ للنّفس، وصَهْرٍ للوِجدان، واحتمالِ عذاب!؟ أتقدرين أن ترَيني أشقى؟ أتحتملين رؤيتي أذوبُ، أتلاشى، أصرخ، ولا من مُجيب!؟ لا أظنّ! فأنتِ لا تحتملين منظرَ طفلٍ يهبج زرَّ ورد!
إذًا؟
إذًا عليكِ تقع مسؤوليّة تَشَتُّتي وتَلاشيَّ فأعجزُ عن الكتابة الفنّيّة عنك وفيك… تضرّعي لأجلي! أنا العاشق الفقير إليكِ، التّائق أبدًا، إلى كوب ماء، به تُرَطّبين جَفافي، فأحيا، وأُلهَم، وأكتب، مفتونًا، وبكِ مجنونًا!
أيُمكِن أن نجدَ عاشقًا حقيقيًّا غيرَ مجنون!؟
ألأربعاء 25- 2- 2015