في الحُبّ (رسائل مُهَرَّبة) 8

    
لا أظنّ! بالأحرى لا أُحِبُّ أن أظنّ!
لأنّني أشكّ، لا أعتقد!

فالظّنُّ مؤلِمٌ للرّوح، للنّفس، للجسد. هو شكٌّ، والشّكّ وِسْواسٌ حيٌ دائمٌ يأتي بالقلق يُقيمُه في الذّات يجعلُها دائمةَ الاحتراق.
مَن يشكّ لا تهدأ ذاتُه. لا يطمئنّ كِيانُه كلُّه. يسيطر عليه الظّنّ، تمزِّقُه المَخاوف، تُصارعُه أمواجُ الخَيبة. لا استقرارَ له، لا اطمئنان. فلا يشعر بالحياة!
أمّا الاعتقاد فيقينٌ. أن أعتقدَ الأمرَ؟ يعني أنّني واثقٌ به ومؤمنٌ، وإليه أطمئنّ.
فهل هي حالي معكِ؟
لا  أعتقد. إنّي مؤمنٌ الإيمانَ كلَّه، بأنّك لا تريدين ذلك، على تَصَرُّفاتِكِ الموحية إليه. فأنتِ منشغلةٌ بأمور كثيرة، مهتمّة بقضايا كثيرة، لا تستطيعين الانصرافَ إليّ بكلّيّتك، انصراف العاشقة إلى العشيق، ما يؤذيني ويجعلُني دائمَ الشّكوكِ، دائمَ القلقِ، دائمَ القهرِ والعذاب.
لكن، ها إنّي أجد لكِ الأعذارَ. إنّها كَثرةُ الانشغالات وتَعَدُّد الاهتمامات.
إنّما أحبّ أن تجعليني أحد اهتماماتك أكثر، لأطمئنّ وأُبعِدَ الظُنونَ.
لكنّ العاشقَ تُقلِقُه الظّنونُ الموحيةُ الخلّاقةُ الّتي، من أجلها، يحيا الشّاعرُ. فكيف وماذا لو كان العاشقُ نفسُه شاعرًا!؟
ألّلهمّ انتبه لي… وزدني آلامَ شكٍّ وظُنون!..
ألثّلاثاء 18- 2- 2015

اترك رد