هذِي طُيُورِي!   

  

(تَحِيَّةٌ لِلأَدِيبِ الشَّاعِرِ، المُحامِي شَوقِي ساسِين، إِهداءً مِنِّي إِلَيهِ، دَوَّنتُهُ على نُسخَةٍ مِن كِتابِي “طُيُورُ المَحابِر”)

هذِي “طُيُورِي” كالغَوادِي، سَحَّت، على وَرَقِي، مِدادِي

وتَنَفَّضَت فإذا الأَقاحُ على الرُّبَى، وبِكُلِّ وادِي

وإذا الرِّقاعُ مُنَمنَماتٌ مِن هَوايَ، ومِن فُؤادِي

مِن شَهقَةِ الصَّدرِ الجَوِيِّ، ومِن مُفَلَّذَةِ الأَيادِي

مِن رِحلَةٍ في البَدْعِ لا تُنسَى، وَشَوقُ القَلبِ حادِي

يا شاعِرًا جَعَلَ السَّناءَ مُجَسَّدًا بِحُرُوفِ ضادِ

في أَسطُرٍ هَزَجَت كما في الدَّوْحِ رَنَّمَ صَوتُ شَادِي

وعلى صَحائِفَ وَشْيُها بَوْحُ الجَوارِحِ بِالوَدادِ

“شَوقِي”… وَحِبرُكَ يَحمِلُ الأَلَقَ المُشِعَّ مع السَّوادِ

وحُرُوفُكَ الأَنغامُ تَسكُبُها الحَساسِينُ الغَوادِي

فَإِذا كَتَبتَ الشِّعرَ تَروِي غُلَّةً بِفُؤادِ صادِي

وإِذا نَسَجتَ النَّثرَ كُنتَ مُبَرِّزًا في كُلِّ نادِي

هَذِي الـ”مَحابِرُ” قد غَمَستُ بِها اليَراعَ إلى النَّفادِ

أُهدِيكَها، حَمَّالَةً حِبْرَ الضَّنَى، وجَنَى سُهادِي

فَعَسَى يَهُزُّكَ شَدوُها، وسَنا النَّضارَةِ مِن جِهادِي

وتَرَى البِذَارَ سَنابِلًا غَصَّت وفاضَت في الحَصادِ

وجِمارِيَ الحَمراءُ جَلَّلَ وَهجُها بَرْدَ الرَّمادِ

أَبقَى، ولو خَفَتَ اللُّهاثُ، على الجَوَى، وعلى اعتِقادِي

وسَرِيرَتي تَغفُو على دِفءِ الحُرُوفِ إلى مَعادِي!

اترك رد